السبت، أكتوبر 07، 2006

خواطر على أوتار القلب

خذني لآفآق بعيدة ... أحيا أثور ... أغضب ، تخرج آهاتي و صرخاتي أنغاما بين يديك ... مشاعري الواحدة تلو الأخرى كالأمواج ... أطير في الهواء و أهبط و أذرف دموعي سيولا فإنها تخرج من شراييني ... أرجوك لا تذهب ... لا تترك دموعي دون أن تجففها ... شراييني و أوردتي أوتارا تلعب عليها أصابعك و تقفز و تنثر ألحانا في دمي

هلال أنت و قمر عالي تتهادى بضؤك ... تهادى كما شئت و تعالى لتحيي هذا القلب ، لتنيره ، لتجعل ظلماته أنوارا و بساتين و زهور و طيور مغردة ... حياتي حديقة غناء لا يشقها و يرويها سوى نهر لا يعكس إلا ضؤك أنت ... من عمري الآلآم و انثرها سعادة من جديد ... اتركني أغوص في نعومة و دفء لحنك ، إحساسك ، ذوبانك ،إغزل لي من الليل و ضؤك ثوبا و مسرحا و ملائكة .. أرقص فيها و أطير، و أنثر لآلىء الضوء من عينيك عليها و من كلماتك أحداثها

أنساب عشقا و وجدا ، شعرا و الهاما ، صدقا و براءة .

ملائكة صغار يتناثرون من حولي ، كنسائم الهواء و رقة العبير ، نغم ناعم .. فراشات زاهية الألوان تحط و تطير ، تنسج ألعابا و أفراحا تتلامس و تتباعد لتعود و تدور في حلقات ألوان و حب و أفراح .. طفل كبير أنت و لكنك غير كل الأطفال ، إنك طفل من نور .. تنسج الخيال واقعا و الألم فرحا ، و الظلام و القسوة نور و رحمة ، و حين تغمض عيناك لتنام و تهدأ ترى الدنيا بعينيك كما لم يراها أحد من قبلك

و بالرغم من كل البراءة و النقاء و الإحساس الذي يملأ شغاف قلبك إلا أن قلبك جريح دامي مملوء بالشجن و الأحزان ، فالدنيا بين أناملك و قلبك تتأرجح بأحزانها و أفراحها لتعود و تنساب و تتهادى على الأوتار التي ترسم طريقها ... أما الأحزان فتأخذها النوارس و تحلق بها بعيدا و تلقيها خلف الأفق ، تسلمها لآفاق أخرى غير مرئية ... لعالم آخر .

أجراس تدق في قلبي ... لا أعرف كيف تأتي الدموع و الإبتسامات معاً ... أحزان و رقصات في آن واحد ... زينات هنا، و أضواء هناك ، أوتارك طريق ، يداك صديق ، أحضانك دفء ، قلبك عالم ... طاغ انت في حضورك ، مشرق بإبتساماتك ، ناعم ككلماتك أخاذ بسحرك الغامض .. نجوم تتلألأ في نظرات عينيك ،عال هو كبرياؤك و شموخك كسماء الطير، واسع الأفق رحب الإحساس ، عميق المعنى ، معبر دون كلمات ، كثير القفزات، تمتع بحريتك يا طيري فالسماء سماؤك و العالم عالمك ... إملأها صدحا و شدوا و طيرانا ، فإحساسك خلق دنياك و دنياي ... فلا يستحق الدنيا من لا إحساس له ، و أنت نبع الإحساس

ليست هناك تعليقات: