السبت، أكتوبر 07، 2006

كلام في قلبي 9 :
أميرة :-
قابلتها أيام إنتخابات مجلس الشعب ... فتاة تخيلت انها مجرد واحدة ممن دخلن فصول محو الأمية و تعرفت على ابوها و اسرتها و فوجئت بأنها مطلقة و لديها طفلتان و طفل ... هي تقريباً في سني ، تزوجت و أساء زوجها معاملتها و طلقها و عادت لأهلها الذين قهرهم الفقر لتستتر بهم و تربي أطفالها ... هي و عائلتها و أولادها يعيشون في حجرة تقريباً لا تسعهم و هم وقوف فما بالكم بهم إذا ارادوا أن يناموا أو يفعلوا أي شئ آخر ؟ على الرغم من ذلك و من رائحة الهواء الرطب و البيئة الغير صحية نفسياً أو إجتماعياً أو صحياً و على كل الإتجاهات كانوا جميعاً ولاد بلد جدعان يخدموا بعينيهم ... نفسهم يلاقوا حد يعمل اللي مش عارفين يعملوه و يجيبلهم حقهم من الدنيا دي و غدر البشر
كانت تستميت في العمل معنا حباً منها و جدعنة بدأت تعمل و تستقر و لكن حضر لها عريس الغفلة و ما بين حياة الفقر المدقع و خوفها من أن تثقل على أبوها و رغبتها في تحسين حالتها و ربما بضغط من أبوها تزوجت من أحد الشباب الذين قهرهم الفقر أيضاً فأصاب ضميره و رجولته ، تزوجها و هو متزوج و يعول ، تزوجها و بدأ يسرحها لتجلب له المال و هي لا تزال عروسة لم تكمل الشهر و كلما رفضت أن تبيع شرفها ضربها و عذبها حتى تفقد الوعي و يجبرها على تناول حبوب هلوسة و بانجو لتصبح مهيئة لزبائنه فلا تعلم عندما تفيق ما الذي حدث لها .. تحولت حياتها لجحيم و عندما لجأت لأبوها و لكنها لم تصارحه بم يحدث خجلاً منه و خوفا من قوادها الذي توعدها بالعذاب و الكي بالنار و أجبرها أبوها على العودة مع زوجها لأن بيت جوزها أولى بيها على الرغم من أنهم قد علموا أن ذلك الزوج مسجل و معروف في المنطقة بسوء السمعة و الأخلاق و أنها قد تعود إليه جثة هامدة ... و عادت مجبرة لا تستطيع الرفض ، قاومت قدر ما استطاعت و في إحدي المرات التي رفضت أن تنصاع لأوامر القواد الذي تزوجته و أثناء إحدى العلق الساخنة التي كانت تأخذها منه صعدت على الكنبة لتحتمي بأي شئ من بطشه و لم يرحمها .. إستغاثت برجولته فلم يفهم معنى الرجولة لأنه فاقدها و واصل عنفه معها لأنه الراجل و هي لازم تمشي زي ما يقول و تسمع كلامه و لو رفضت يبقا بالجزمة أو المطواة في خدها لتتذكر دائماً فلا تفكر ثانية في عصيانه و برضه تعمل اللي هو يقول عليه .. كانت الكنبة في شقة زوجها في الدور السابع و بجوارها شباك و حيوان سعران ينهش لحمها ضرباً و إهانة و تعذيباً ، لم يحمها حائط رجلها فاقد الظل و لكن عنف ضرباته و دفعه لها من الشباك لتهوى من الدور السابع جثه هامدة متشبثة بستارة هزيلة كانت بالتأكيد أكثر رجولة من زوجها و من الرجال المحيطين بها ... ماتت أميرة و لكنها كانت إنسانة لها قلب و روح و أخلاق بنت البلد الجدعة اللي عايزة تعيش و تربي أولادها و تتستر في بيتها ، زيها زي كل البنات كانت بتحلم براجل يحتويها و يحبها و يسعدها ، يكون حنين و إنسان معاها ... يحقق لها أحلامها و تحتمي برجولته من زمان فاقد لكل المعاني الإنسانية و القيمية و الأخلاقية ... ضاعت أميرة و ضاع أولادها و هرب زوجها من التحقيق بثلاث شهود أنه لم يكن هناك يوم الحادث ليثبت أنه انتحار ... يبكيها أبوها و أهلها الآن ... كم أميرة لدينا في بلدنا و مجتمعنا العربي و كم أب و أم غير متعلمين و لا يملكون ثمن وجبة بسيطة ليوم واحد تقيتهم على الحياة ؟ كم من مثل و موروث في حياتنا أدى لمأساة مثل تلك المأساة ؟ كم من حاكم تعثرت البعير في إحدى الطرقات و بكى لأنه تسبب في ذلك حتى لو دون قصد ... أميرة لا تزال روحك حاضرة في قلبي و وجداني بمرحك و جدعنتك و حيويتك و طموحك ، لا تزالين أنتي حية و هم موتى مثل رجولتهم البيولوجية فقط يحيون في سراديب أوهامها بأنهم رجال و أسياد الرجال ... عجزت كلماتي يا أميرة و لكن ما في قلبي أبلغ من كلماتي و دمك عار على من أسموا أنفسهم رجال و لم يأخذوا بثأر شرفك للآن
· كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر - بين يديك- بقلب مُنكَّس؟

ليست هناك تعليقات: