الخميس، أكتوبر 05، 2006

كلام في قلبي 6
الجدع جدع و الجبان جبان ؟؟؟؟
كنت أقف هناك كعادتي بعد كل يوم عمل في طريق عودتي منتظرة قدوم الترام و بينما أنا واقفة مر من أمامي كتيبة جنود و كان واضحاً عليهم أنهم مجموعة من الشباب يؤدون خدمتهم العسكرية مروا بزيهم الزيتي و قبعاتهم بدون مخلات ملابسهم ... مروا بخطوات هزيلة يبدو عليها الإعياء لاتقوى على حملهم ، مروا أمام عيني بوجوههم السمراء التي لفحتها الشمس و زاد من سمرتها علامات الإجهاد و العرق و إصفرار الوجة الذي يدل على سوء التغذية .. مروا متبعثرين و قائدهم يتسند على عصاة ، و ما أن مروا أمام مقلاة لب حتى تهافتوا جميعاً لشراء اللب و السجائر حتى من كان منهم يحمل كيس العنب الفرط و رغيفين عيش ... قد يبدو مشهد مرورهم أمر عادي و لا يثير إنتباه أحد و لكنه أثار اسئلة في عقلي ... هل هذا جيش دولة مثل مصر أو حتى بلاد الواق الواق ؟ هل هذا الجيش الذي خرج منه الضباط الأحرار ؟ هل هذا الجيش يستطيع على الأقل رد عدوان أي دولة علينا في اي وقت ؟ و هو سؤال يتناقض مع ما يشعر به كل من يمر أثناء مظاهرة سلمية إعتراضاً على قوانين أو ممارسات حكومية أو غلاء أسعار أو إنتخابات فيظن من كثرة الجنود و تحفزهم و إستعدادهم بكامل أسلحتهم و غلهم في ضرب المتظاهرين أنها الحرب إذاً !!!! فالأمن المركزي الذي يفوق عدده عدد جيش مصر يحارب حرباً داخلية شرسة ضد الرعاع المعترضين على ولي نعمتهم !!! فهل يعلم رئيسنا ذلك أم أنه تعمد ذلك حتى يأمن عدم قيام ثورة مرة أخرى و يطلق يده فساداً و ظلماً و قهراً في بلدنا الحبيب ... ظن أنه ليس بحاجة لجيش يحميه لأنه مسالم مع جيرانه و الدول الكبرى و لا يستفز أحد ناسياً أن تلك الدول لا كلمة لها و لا شرف و تكيل بمكاليين لا يهمها في ذلك سوى مصلحتها الخاصة ... إعتمد على نفوذه علينا و مهادنته معهم رافعاً شعار الصمت و الطبطبة و خافضاً رؤوسنا في الأرض من تصريحاته و سياساته الداخلية و الخارجية التي يندى لها الجبين ... شعرت بمرارة في حلقي من حالنا و حال بلدنا التي أصبحت محط سخرية من حولها من مواقفها و سياساتها في الخارج و حتى مع ابنائها و شعرت برعب من الأيام القادمة و كيف سنحياها و نحن نعيش في وطننا أذلاء ممتهنين حتى في أبسط حقوقنا الآدمية و الحياتية العادية و مستقبل أولادنا الصغار و شعرت بإنقباض في قلبي أن تغضب علينا إحدى الدول الكبرى و يأتي دورنا في الخطة الإسرائيلية بعد العراق و فلسطين و سوريا و لبنان و إيران تبعاً للمسلسل الجغرافي المتوقع و المدروس هل يستطيع ذلك الجيش أن يتصدى لدول بتلك القوة و التقدم التكنولوجي ؟ أين التكنولوجيا الحربية الخاصة بنا ؟ أين مراكز أبحاثنا ؟ أين ، أين ، أين ؟؟؟ أعد حساباتك يا ريس فلن يدوم رضاهم عليك طويلاً و قد يتبدلون و قد تتبدل أنت أو ترحلوا جميعاً فالدائم هو الله عز و جل ... من وقف و ساند حزب الله و بذل دمه فداء بلده و كرامتها هو الشعب اللبناني كله شعب لم يتفرق و يتحزب في وقت الشدة من أجل الصالح العام و لم تفرق النيران الصهيونية بينه بدورها و هي تقصفه .... لم تفرق بين عشة و قصر و ممتلكات رؤساء أو وزراء و عشوائيات ، لم تفرق بين غني و فقير أو بين رضيع و كهل لكنها بالتأكيد قصدت المدنيين و المستشفيات ... ذلك الشعب الصامد الذي عاش في بلد تعرف قيمة كل مواطن فيه و تحترم حريته و فنه و ثقافته صمد لأنه وجد لنفسه بداخلها مكان بينما من شن الحرب هو حزب واحد و ليس دولة بأسرها ... لم يستأذن في رد كرامته و إعتباره و لم يسجن زعيمه و لم تفرض دولته قانون طوارئ حتى في حالة الحرب فما بالك في حالة السلم ؟؟؟ لم يتهم زعيمها و رئيسها من عارضه بأنه أهانه و سحله ... ذلك الشعب الذي بقا في دياره رغم القصف و بصق على منشورات و تهديدات العدو و دهس أعلامه و رفع شعار و إسم من رد له كرامته و كرامة أمة بأسرها لم يهتفوا بسقوطه بل و الأدهى أن الشعوب العربية كلها ساندته و إحترمته لأنها وجدت فيه ضالتها التي نستها منذ أيام عبد الناصر و صلاح الدين أيام كان للمصري إحترامه أينما حل بأراضي الوطن العربي حيث كانوا يرون فيه بطولة و شهامة رؤساؤه و لكنهم الآن يحتقروننا و يبصقون علينا و ينعتونا بمن باعوا القضية لا يعلمون أن ما زال فينا شرفاء لم يلعقوا نعال من يرمي لهم بالفتات أو تخيلوا أنهم لو ساروا جنب الحائط يسلموا من الأذى ناسين أن الحائط إمتلأ بجرب و أمراض من إحتكوا به من قبلهم و ماتوا منبوذين و خونة لكرامتهم و رجولتهم قبل أوطانهم ...
· لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم "أبو الطيب المتنبي "
· قال محمود درويش ذات يوم :
" يا دامى الكفين والعينين ... إن الليل زائل لا غرفة التوقيف باقية ... ولا زرد السلاسل وحبوب سنبلة تجف .... ستملأ الوادى سنابل ! "

هناك تعليقان (2):

ahmed يقول...

موقتا مبروك وكويس انى هسمعك
ديما

غير معرف يقول...

جميل جدا اختي الكلام بتاعك وتابعي وان اشء الله لو عيشنا نشوف منك مواضيع اجمل

ramadan_BENEAMEAN@Hotmail.con