الخميس، أكتوبر 05، 2006

كلام في قلبي 1
لو تعرف تحب ؟؟؟
تعلمت من صغري أن من يحب لا يستطيع أن يكره أو هذا ما سمعته مرارا و تكرارا و عندما كبرت إكتشفت أن هذا أحد طباعي و احيانا قد يكون أحد عيوبي ... فمن يبحث عن الحب ينشغل به عن الكره لدرجة أنه ينسى تواجد هذا المصطلح في قاموس حياته يسنى كل الحواجز و الحدود ، الزمان و المكان ، لا يتذكر سوى ما أو من يحبه و يتوحد معه بإحساسه و كيانه و أفكاره و أحلامه أيضا بل إنه قد يتوه في أحلام و طموحات حبيبه و ينسى أحلامه هو و يصبح كل همه هو حبيبه فقط فيشعر به في كل ذرة حياة من حوله و كل نسمة هواء . و لأنه متوحد معه لهذه الدرجة يكون بداخله يقين أن هذا الشعور متبادل ان لم يكن أكثر منه و يستمر في بذل مجهود أكبر ليحتوي و يغطي الطرف الآخر بما عنده من حب و عطاء ... ينسى الحسابات و لا يفكر لماذا أحب من الأساس يجد نفسه فجأة غارقا في الحب ... هذا هو اول حروف الحب و ليس كل الحب لأنه أكبر و أعمق من أن يشرح ..
و هنا تحضرني عبارة كانت قالتها المذيعة السمراء أوبرا وينفري أن " الحب يكمن في التفاصيل و الاهتمام بها" فأعمق الحب هو حب أصغر و أدق الأشياء تدرجا حتى تصل بحبك لمجمل الشخص أو الكيان الذي تحبه و تجد نفسك تحب نفسك في حبك له فترى نفسك فيه و يكملك بما ينقصك و لا تستطيع تغييره في نفسك و تذوبان معا .
و لكن لا تأتي الرياح دائما بما تشتهي السفن و قد تتغير الأمور و تجد نفسك و حيدا بدون الآخر الذي كان أو ما زال توأم روحك فإذا كنت تعلم السبب فقد تشعر أنك تفتقده أحيانا أو أن الفراق أمر طبيعي و حتمي و إذا لم تجد سبب لما حدث فتسأل نفسك ملايين الأسئلة طول الوقت دون إجابات لأنك لا تصدق أن من كان يسبح في خلاياك و كل ذرة منك قد يفعل هذا أو يستطيع أن يبتعد بهذا الشكل القاطع المؤلم لك قبل أن يكون له لقد فكر فقط في قدرته على البعد و نسى أن يشعر بمدى قدرتك على ذلك ... و هنا تأتي اللحظات الحاسمة و ردود الفعل المتناقضة فتجد نفسك بين حنين و ذهول و عتاب و غضب لا حدود له و الناس أنواع منهم من يصاب برد فعل عكسي و يتحول من منتهى الحب لمنتهى الكره و هذا ما لا أستوعبه !!! و منهم من لا يستطيع سوى أن يسامح أو يجد عذر و يغفر لحبيبه قبل أن يعتذر بمجرد أن يتذكره و دون أن يعلم أنه سامحه
فهل يستطيع أحد أن يكره صورة نفسه و أحلامه و مشاعر عاشها في أيام جميلة فيصبح بذلك يكره نفسه و هذا ما يتنافى مع التصالح مع النفس و الآخرين الذي نتعلمه من تجربة الحب فهي في كل الأحوال درس يهذب و ينقي الروح ، يلغي مفهوم الكره و يضع مكانه رحابة و تسامح و تصالح مع النفس قبل الآخرين ... لا أقصد بذلك أن نكون سعداء أو في حالة لا مبالاة و لكن ما الذي يدعونا أن نكره ؟ لم لا ينتهي كل شيء مثلما بدأ ؟ بالمعروف و باستئذان فكما نطرق ابواب القلوب قبل أن نخترقها بالحب يجب أن نعتذر أو نبدي أسباب إن كنا لا نستطيع الإستمرار في المشوار للنهاية لأن القرار في البداية فردي بحت و لكننا لا نملك الحق أن نأخذ قرار بعد ذلك لأن الأمر أصبح ملكا لأثنين قرار شديد الخصوصية و الاحترام يتعلق بحياة و أحلام و قلب فردين ... عرض و طلب و ليس " فهلوة أو لوي ذراع " فمن تجرحه اليوم قد لا يستطيع أن يرد الجرح و لكن لن ينسى لأن ألمه سيكون أضعاف حبه و تكون المصيبة أعظم كلما أراد أن ينسى فيتذكر الألم و مرارته و اللحظات الحلوة و الكلمات و الأحلام الجميع في نفس اللحظة فيبكي و هو يبتسم و على شفاهه سؤال حائر و بين ضلوعه حنين مسجون بالكبرياء و الكرامة ... قد لا يكون الحنين لنفس الشخص و لكن الحنين لما كان يمثله الشخص .. الحنين للسعادة .. الاحتواء ، الأمان ، التفاهم و الإستقرار و هنا يكون الإحباط و خيبة الأمل عندما تكتشف أنك أسأت الإختيار أو خدعت في مشاعرك ... فالمهم في النهاية أن نتعلم درس الحب و نتعلم كيف نحب و كيف نحترم مشاعر و أحلام من نحبهم فالباقي وحده هو الحب و الخبرة و ذكريات جميلة لا داعي أن نعكرها بالكراهية و نشغل أنفسنا بالكره.. الأشخاص يتواجدون و يزولون و لكن حبنا لهم يبقى أو يتوقف و كثيرا ما أحببنا أشخاص غابوا عن عالمنا و لا نزال أوفياء لهم ..." عيش حب الناس و عيش .. تلقى الناس بيوت فاتحة قلوبها .. فوت ..حب ما تتنسيش .. دور سافر في الزحام حتتوه الآلآم و الأحلام تعيش ... "
فالحب أقدس حقوق النفس خلقت به الدنيا و أستمرت و جعله الله طبيعة البشر بالفطرة فمن أحب نفسه أحب الدنيا وأحب الله و صالح نفسه و أيامه و سامح من أساء اليه قبل أن يعتذر لأنه قد أحبه من قبل و قد أحب الدنيا فيه ....
· عدى الندى و دق باب قلبي العطشان
· ما صدق قلبي و فتح للندى بيبانه
· مر الندى قدام قلبي و لا دخل
· شاور لقلبي و رحل ... هجر
· مسكين قلبي لا منه ارتوى و لا منه فضل على حاله قافل بيبانه
و لنا كلام آخر أيضا من قلبي لقلوبكم قبل عقولكم
مع حبــي،،،،،
هــنــــــــــــــــــــــد
،،

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

كلام كتير حلو ... الله يسلم إيديكي