الأحد، سبتمبر 30، 2007

وكأنها ليلة عيد 20/11/2006



كانت تلك هي المرة الاولى التى ذهبت فيها لأصلى صلاة التهجد... فوجئت وانا ذاهبة للصلاة بعد منتصف اليل بجامع القائد إبراهيم بكم الذين يهرولون للصلاة ... وبعد رحلة بحث عن مكان للصلاة وقفنا راكعيين خاشعين راجين الله أن يتقبل منا ويبدل سيئاتنا حسنات وينظر لنا ويرضى عنا ، وكانت المفاجئة عندما خرجت وكأنه ليس هناك أحد فى بيته ... طوفان من البشر يتدفق من المسجد الى الشوارع فى كل إتجاه ، يخرجون مبتسمين حاملين سجاجيد الصلاة على أكتافهم شباب ً ورجال ونسا ء وأحيانا ً أطفال ، وقف الكثيرون يصورون المشهد بتليفوناتهم المحموله والبعض الاخر انشغل بالبحث عن ذويهم للعودة لمنازلهم ، لولا يقينى بأننا لازلنا فى رمضان لقلت انها ليلة العيد ... المشهد كان جميلا ً مهيبا ً ، عدت منه فرحة كالطفلة الصغيرة أصفق فى عبث طفولى إبتهاجا ً بالحدث وظهر بداخلى سؤال ... هل تقبل الله مننا ؟؟؟ هل هكذا يساق المؤمنون فرحون و راضون للجنة و لرضوان ربهم ؟؟؟؟؟

الأربعاء، أبريل 25، 2007

ابتهالات حالة وجد




ربي جئتك حائرة ، تائهة ، متعبة لا أعلم أين الخطأ و أين الصواب ... جئتك محملة بخطايا لم أتخيل أن أفعلها .. جئتك نادمة ، لا حجة لي في ما فعلت و أغضَبَك و لكن لا أمل و لا ملجأ لي إلا أنت ... ربي لا تعيدني خائبة الرجاء فَمن ذا لي غَيرك يا أرحم الراحمين ... ربي تحمْل مني عصيلني و ندمي ، ربي إن كنت قد أعطيت الأم الرحمة و الحنان فأنت خالق الرحمة و الحنان و أرحم و أعلم بنا من أنفسنا ... ربي سامحني و أعنني على طاعتك .. رب أعطني ما أتمناه و ترضاه ... اللهم إن لم يكن بك غضب عليَ فلا أبالي ... رب إرفع غضبك عني ... رب إرفع غضبك عني ... رب إرفع غضبك عني ... رب إنظر إليَ بوجهك الكريم و تولني و إجعلني من أهل جنتك و رضوانك ... أللهم إظهر لي بيانك اليوم و الآن ... اللهم حرم وجهي و جسدي و روحي على النار ... أللهم أحسن ختامي في الدنيا و الآخرة .... أللهم إسترني فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض يا رب ... جئتك فلا تردني خائبة فكفاني خيبة الدنيا و ما فيها .... اللهم إهدني و إهدِ أهلي ... اللهم إرزقني زوجاً صالحاً أتعفف به و يتقيك فيْ .... اللهم إرزقني أنا و أخي ذرية صالحة ترضيك ... أللهم إهدِ أبي و أمي و إرزقنا جميعاً زيارة بيتك و رؤية وجهك الكريم و شفاعة رسولك الحبيب ... ربي لا تكلني لنفسي طرفة عين فما زادتني نفسي إلا سوءاً و عصياناً

كبير الحمقى


أحمق أنت حين تهتم بذاتك
أحمق حين تتعامل و كأن من حولك أصنام
أحمق حين تصفق كل الأبواب بعنف
تخلق حولك عالماً كله عنف و جفاء
حتى حين تريد أن تعبر عن حنانك
تعبر عنه بعنف
تمحورت حول ذاتك
إهتممت بأمجادك و كأن العالم بمن فيه
جنود فتوحاتك و أمجادك
أحمق حين تصبح إفتتاحية حديثك سباب و صراخ
أحمق لأنك أبعدت عنك كل من يحبوك
أيها الأحمق لقد حولت بقايا الحب لكره شديد
حتى لو لنبرات صوتك و أنت تضحك
ضحكات جوفاء فقط للغرباء
حنان زائف ...
و كأنك تعيش مع مجموعة من الصم البكم
كل كلماتك لكز و صفعات
و سباب و صراخ و أوامر جوفاء
منطقك الوحيد هو إرادتك أنت
لا ما يريده الآخرون
لا يهم كيف يعانون
لا يهم ما يريدون
المهم فقط أنت
راحتك أنت ... إنجازك أنت
إنتصارات زائفة
تخسرني كل يوم أكثر من الذي قبله
إستمر فيما تفعله لتستمر في خسارتي
لم أعد أصدق حنانك
لم أعد أصدق دموعك
لم أعد أصدق حتى صفعاتك و ركلاتك
لا أصدق نصائحك و كلماتك
فأنت بها تريح نفسك
مجموعة من الحمقى أنتم إن تصورتم أنكم تحبونني
مجموعة من الحمقى إن تصورتم أني سأصدقكم
ضقت بكم و بحياتكم و بحياتي معكم
ملعونة هي الأيام التي أقضيها معكم

12/10/2006

الثلاثاء، أكتوبر 17، 2006

تدوينات قديمة

24/3/2005


آهات يطلقها جسدي و آهات يطلقها إحساسي و تدفع بدورها دموعاً تحرق وجنتي .. عبرات الم و حنين .. لم يجب أن أتألم و أن أنتظر و أن أحب من لا أعرفه .. كيف أحيا في عذاب متلاحق بهذا الشكل ؟؟ تختنق أنفاسي في صدري و تختنق روحي .. لم لا أفعل ما أريد و أحب كما أريد و أنطلق كما أريد و أجد من أنتظره متى أريد و كما أردته دائماً و كما داهم أحلامي طول الوقت .. آهات الإنتظار و آهات الألم و آهات الملل تمزق الروح و تخنق أوتار القلب .. تعتصرها فتتحشرج النبضات .. آآآآه يا حلم ضائع و يا قلب ممزق من شوق لا ينتهي و لا يُروَى .. فقط هو الألم الذي أستطيع أن أميزه من بين مشاعري المتعثرة و دموعي الحارقة .. أين أنت و أين أنا ؟؟ هل تتألم و تبحث عني كما أتألم و أبحث عنك ؟ هل ينغص عليك الألم و الوحدة حياتك و يبعدان النوم و الأحلام السعيدة عنك ؟؟ هل تشتاق لي كما أشتاق إليك ؟ ملايين الأسئلة و بلايين من لحظات الصمت و لا إجابة حتى الآن سوى بضعة أحلام يقظة أُبقى بها روحي على قيد الحياة لعلي أنعم بلحظات قليلة من السعادة عندما أقابلك أو أراك .. هل أنت جدير فعلاً بكل كل لحظات الشوق و الأمل و الحلم التي أحياها بدونك و لأجلك ؟هل تستحق كل المشاعر التي حافظت عليها لأجلك أنت فقط ؟
من أنت يا وسادة أحلامي و متكأ روحي و قلبي .. يا منبع ضحكاتي و مجفف دموعي .. يا جبلاً أستند عليه من غدر الزمان .. يا من أعلو به و معه عن الناس لأصل للفردوس .. آه و ألف آه ، لا رد حتى الآن سوى الدموع سأفسح لها الطريق رغماً عني لأني لآ أملك أن أمنعها أكثر من ذلك و لأحاول أن أتلمس لنفسي بضعة سويعات للنوم لعلي أشعر بالراحة التي لا أعلم عنها شيئاً و لا زلت في إنتظارك ...


14/5/2005

المكتب في الورشة

أكاد أشعر أن الكلمات نفذت مني و تناثرت الحروف في كل مكان .. هل هربت مني الحروف أم هربت أنا منها ؟ أو لعلي إستنفذت الكلمات التي تعبر عن شكوايا و آلآمي حتى لو كانت خاصة بي فقط و بحالة واحدة .. و لكن هذا دون قصد مني .. فهذه الحالة هي التي تسيطر عليَ دون سواها فسرقت مني كلماتي ... أم أني أنا من تركتها كما أترك الأيلم تمر مني رغماً عني ... أتلمس لحظات مشاعر من قلب الأيام و من عيون العشاق .. من ضحكة طفل و قبلة على خده الغض و ضمه بشده بين ضلوعي و أحضاني .. آه من يا زمن يخطف مني الأيام و الأحلام ..........


الأتيليه 13/5/2006

في إحدى اللحظات التي أشعر فيها أني لا أتحمل أنفاسي و تضيق الدنيا بي و أختنق و أشعر بحنين جارف إليك مع حالة غريبة من العتاب و اللوم الصامت لك و حالة ذهول لأسباب لا أعلمها ... أحاسب نفسي على أخطاء لا أعرفها و ذنوب لم أفعلها .. و حنين يأخذني في حالة بحث مجنون لمن يحتويني و يحتوي جنوني و إشتياقي ... أجدك على بعد خطوات مني و لا أعرف كيف ستراني أو تواجهني ، كيف سأستقبلك حتى لو كان ذلك بالنظرات ؟
بداخلي حالة إنفعال ضخمة و ثورة و إختناق و حنين مجنون لحالة إستقرار و إستكانة و حرية و إنطلاق لم أعرفهم في حياتي من قبل .. لا تزال الدنيا في ضيق مستمر من حولي .. ربما حنيني ليس لك بشخصك و لكن فيما كنت تمثله لي من حلم بالنعيم و الحب و الإستقرار و للحالة التي كنت أحياها معك .. لا أعرف كيف أخرج من هذه الحالة فقط أريد أن أرحل خارج كل الحدود ، حدود الزمان و المكان و الأشخاص ... حدود الحب الغائب و الهارب .. حدود حلم لا يتحقق و أسئلة لا ردود لها .. مستقبل مجهول لا بوادر له .. إمكانيات و رغبات لآ أستطيع التحكم فيها ...


فبراير 2006

لا أعلم أين أنت الآن
و هل يملؤك الشغف
و الشوق لتسأل عني
و تعرف أخباري
هل تملؤك الحيرة و الأسئلة
عن أحوالي و كيف أتحمل حياتي في بعدك ؟



فبراير 2006

تمر الأيام
و لا تمر ذكراك
تترك فقط
مرارة فراقك في قلبي
و بعض الأحلام التائهة
ربما تكون هاربة
مثل حبك و حنينك
لا أزال أنا كما أنا
بوحدتي و حنيني إليك
و عطشي لصوتك و كلماتك ...

الأحد، أكتوبر 08، 2006

حفل نصير شمة - مركز الإبداع 20/3/2005



جدارية الحياة
ميلاد و حياة
ضحكات أطفال و بكاؤهم
أحلام تطير بين السحاب
ترقص و تدور كالعصافير
... تأخذ روحي و تطوف بها بعيداً
شقلاوة
ذكرياتي تأخذني إليكي
يا جنة بلادي و حلمي
لا زلت أذكر لحظات شقاوتي و طفولتي فيكي
أتذكرين أنتي يا عبق بلادي ؟
يا واحة الصيف
حين كان الحر ينال منا
شلالاتك و مرتفعاتك
فواكهك و قطوفك الدانية منا
كأنك جنة الله في بلادي
تطفئين ظمأ جسدي و روحي
أرى العالم و أنتي مرتفعة عنه
تقتربين للفردوس
أجري و أمرح و أداعب المياه
آآآآه يا جنة إفتقدتها
أين أنتي من صحراء حياتي
يأخذني حنيني إليكي
أشعر برائحة النخيل و الفواكه
رذاذ الماء لا يزال على شفتي و طعمه في فمي
آآآه لو يعود بي الزمان و لو يوماً
أنا و رفاقي لننعم بالخلد فيكي
ننعم بفردوسك يا جنة بلادي
أحن إليكي و إلى عبثي مع رفاقي بين أشجارك
بين عبيرك و شموسك
لا تتركيني يا بلادي
لا تتركيني يا حلمي
يا أجمل ليالي الصيف
يا سماء مقمرة و نجوم ساطعة
***
شقلاوة: قضاء سياحي (مصيف) تابع لمحافظة اربيل اشتهر ببساتينه واشجاره الكثيرة يقع على سفح جبل سفين بالعراق
حب
أهو الحب أم هناك ما هو أكثر من ذلك ليدق له قلبي و تصحو أحاسيسي بهذا الشكل
ما تلك المشاعر التي تهز جوانحي
فأفرح أحياناً و يصيبني الشجن أحياناً
هل أنت السبب
أم أنه قلبي المشتاق للحب
يتلمس دقاته من أنفاسك
و بصيرته من أنفاسك و نور عينيك
أم هي أفكاري التي تتسابق لتفكر فيك
أم أحلامي التي تتنافس لترسم لك من خيالاتها قصوراً
تعيش فيها ، دنى غير الدنيا التي نعيشها
عوالم و أكوان لك وحدك لا يستحق أن يعيش فيها أحد غيرك
لأنك وحدك بقلبي و بعقلي و خيالي
حدائق غناء صارت حياتي بك
و صار قلبي معزوفة تعزفها أنت وحدك
لا ترحل أرجوك
فإني الآن فقط بدأت حياتي و أنت الحياة
كان في الأندلس

أميرة أنتِ تمشين و تتمايلين بين المدن
كتبت على جدرانك قصص التاريخ و الفن و الحضارة
كانت الشوارع ترقص على نغماتك
و تتمايل الأشجار من فرط حلاوة موسيقاها
بينما تشمخ مبانيكي عالية
العصفور الطائر
أرفرف بجوانحي و أضرب الهواء
ها أنا ذا أطير
تتخللني نسمات الهواء
تداعب إحساسي و روحي
يدق القلب و تتصاعد دقاته كلما بعدت عن الأرض
ألف و أدور بين السحاب
أسابق النسمات و الرياح

إرتجافة قلب


لا يزال هذا القلب ينبض نبضاته الغامضة ، التائهة بين بحثٍ و بين حزن ... و قد تكون نبضات خوف ، لآ أعلم ... و لكنه شعور غريب يراودني أحياناً بين اليأس و الملل و الغربة و الإنتظار ... أم أن قلبي يريد أن يرتاح و لا يجد ما يريحه .. غريبٌ هذا القلب في أمره .. يفرح جداً عندما يجد من يحبه و يتمنى رضاه و لكنه لا يدق له ... و يتألم جداً عندما يتمنى أحداً و لا يجده ... لم لا نحب من يحبنا و لا نلتفت لمن لا يلتفت لنا ؟؟
أحياةٌ هي أم أكثر ؟
و ما معنى الحياة لأحياها ؟؟
هل دقات قلبي هي دقات حياة فعلاً أم أنها كلمات قلبي ؟ أم أنها رجفاته ؟
إحساس غريب يتملكني
18/ 3/ 2005

محطة الرمل عالبحر





حائر هو الجو بين صيف و شتاء ... نوارس منثورة على صفحة المياه ترقص بين الأمواج و تبلل أقدامها بمياه البحر بينما الأفق حائر بين صافٍ و غائم ... إمتد الأفق لا يحده إلا خط المباني لمدينة حائرة بين الطراز القديم و الحديث ، بين الماضي و الحاضر ... هل أنا أحيا فعلاً أم أنني تعلمت التعايش مع الواقع و أحاول أن أتعايش مع نفسي ؟؟؟
و لكنني أبقى في النهاية أتعايش مع القشور و ليس المضمون ...
لا أستطيع الإندماج مع ذاتي أو مع من حولي ... حتى أحلامي لا أستطيع مجاراتها
22 /3/2005

فراغ


الفراغ ... نعم إنه الفراغ الذي يملأ كياني كله ، و قلبي غارق فيه و تائه كالظمآن في غياهب الصحراء ... أشعر به حائر يبحث عن وطن أو واحة يستظل بها ، فقد تعب من الأمل و خيبة الأمل بعد الجري وراء السراب .. دائماً يتلاشى الحلم قبل أن يصبح حقيقة ملموسة و كأن قلبي يتلمس قطرة ماء من واحة سراب .. كلما تلفت وجد الفراغ أو السراب ، لا مظل له و لا ساقي ... و لماذا يبحث قلبي عن الماء و الإرتواء ؟؟ هل دفعته أمواج مشاعري الهادرة ؟؟ يغرف و يطفو و لا يرى ميناء أو مرسى ؟؟ ترفعه الأمواج و تحط به .. تحدث به إرتجاجاً ... ترتج و تهتز له جنبات روحي و تضطرب شراييني

السبت، أكتوبر 07، 2006

خواطر على أوتار القلب

خذني لآفآق بعيدة ... أحيا أثور ... أغضب ، تخرج آهاتي و صرخاتي أنغاما بين يديك ... مشاعري الواحدة تلو الأخرى كالأمواج ... أطير في الهواء و أهبط و أذرف دموعي سيولا فإنها تخرج من شراييني ... أرجوك لا تذهب ... لا تترك دموعي دون أن تجففها ... شراييني و أوردتي أوتارا تلعب عليها أصابعك و تقفز و تنثر ألحانا في دمي

هلال أنت و قمر عالي تتهادى بضؤك ... تهادى كما شئت و تعالى لتحيي هذا القلب ، لتنيره ، لتجعل ظلماته أنوارا و بساتين و زهور و طيور مغردة ... حياتي حديقة غناء لا يشقها و يرويها سوى نهر لا يعكس إلا ضؤك أنت ... من عمري الآلآم و انثرها سعادة من جديد ... اتركني أغوص في نعومة و دفء لحنك ، إحساسك ، ذوبانك ،إغزل لي من الليل و ضؤك ثوبا و مسرحا و ملائكة .. أرقص فيها و أطير، و أنثر لآلىء الضوء من عينيك عليها و من كلماتك أحداثها

أنساب عشقا و وجدا ، شعرا و الهاما ، صدقا و براءة .

ملائكة صغار يتناثرون من حولي ، كنسائم الهواء و رقة العبير ، نغم ناعم .. فراشات زاهية الألوان تحط و تطير ، تنسج ألعابا و أفراحا تتلامس و تتباعد لتعود و تدور في حلقات ألوان و حب و أفراح .. طفل كبير أنت و لكنك غير كل الأطفال ، إنك طفل من نور .. تنسج الخيال واقعا و الألم فرحا ، و الظلام و القسوة نور و رحمة ، و حين تغمض عيناك لتنام و تهدأ ترى الدنيا بعينيك كما لم يراها أحد من قبلك

و بالرغم من كل البراءة و النقاء و الإحساس الذي يملأ شغاف قلبك إلا أن قلبك جريح دامي مملوء بالشجن و الأحزان ، فالدنيا بين أناملك و قلبك تتأرجح بأحزانها و أفراحها لتعود و تنساب و تتهادى على الأوتار التي ترسم طريقها ... أما الأحزان فتأخذها النوارس و تحلق بها بعيدا و تلقيها خلف الأفق ، تسلمها لآفاق أخرى غير مرئية ... لعالم آخر .

أجراس تدق في قلبي ... لا أعرف كيف تأتي الدموع و الإبتسامات معاً ... أحزان و رقصات في آن واحد ... زينات هنا، و أضواء هناك ، أوتارك طريق ، يداك صديق ، أحضانك دفء ، قلبك عالم ... طاغ انت في حضورك ، مشرق بإبتساماتك ، ناعم ككلماتك أخاذ بسحرك الغامض .. نجوم تتلألأ في نظرات عينيك ،عال هو كبرياؤك و شموخك كسماء الطير، واسع الأفق رحب الإحساس ، عميق المعنى ، معبر دون كلمات ، كثير القفزات، تمتع بحريتك يا طيري فالسماء سماؤك و العالم عالمك ... إملأها صدحا و شدوا و طيرانا ، فإحساسك خلق دنياك و دنياي ... فلا يستحق الدنيا من لا إحساس له ، و أنت نبع الإحساس

أغنية جامدة لشيرين
أنا مش هفضل كده على طول
مش حاستنى العمر يعدي
أنا مش حاسكت لازم أقول
أد ما حآخد أد ما حأدي
انا دلوقتي بأراجع نفسي
قبل ما الأيام تفوت
وعلشان حاجات تعيش
حاجات كثير لازم تهون
مش كبرياء لكن بأصلح
كل شيء فيا إنكسر
و من الغباء إنك تعيش
زي الملاك بين البشر
يعني بأراجع نفسي
و اللي زمان أنا عشته لغيري
أنا دلوقتي حاعيشه لنفسي
أغنية لنانسي الزعبلاوي

أنا مستحيل حأنساك في يوم
و لا في ليل حا يجيلي نوم
و لا يوم في بعدك و لا ليا بعدك
غيرك حبيب ... غيرك حبيب
حبي الوحيد و إنت بعيد
عهدك أصون و الشوق يزيد
أنا ليك لوحدك عايشة لوعدك
دايما قريب ... مني قريب
أنا مستحيل أنسى اللي كان
أنسى الهوا ... ولا الحنان
انت اللي خلى لوجودي معنى
و لون سمايا ... و لون سمايا
إبعد بعيد ... و بعدك يطول
حاستنى يوم ... حأصبر و أنول
تبقالي وحدي ... تحضن هوايا
دايما معايا ... دايما معايا
أوصفلك إيه و إنت الحبيب
جوايا شوق ... إحساس غريب
مالك كياني و الشوق أناني
خلاني ليك ... أنا بس ليك
أحكيلك إيه ... لما تغيب
مهما تروح ... تفضل قريب
علشان يا روحي
عايش في روحي
و أنا روحي فيك
أنا روحي فيك
يوميات حالة حب
30/11/2005
و كأنه لم يكن ينقصني في حياتي و خصوصا في تلك اللحظات الا ان اسمع منه تلك الكلمات التي تذكرني بما تناسيته من فارق السن بيننا.... سنوات من عمر الزمان تكاد تساوي عدد سنوات عمري التي عشتها وحدي ابحث عنه في كل احلامي و يقظتي و بين وجوه الجميع كل وقت و حين ... إنتظرته كثيرا .. خمسة و عشرون عاما هي عمري و ثمانية و اربعون عاما هي عمره ... و لكنها ايام بحساب الزمان ليست بحساب المشاعر و لا العقل فعقلي يسبق عمري الزمني منذ صغري و مشاعري المتوارية في صدري و جسدي كله تسبقني بسنوات لا تقل عن العشرة ...
أحببته قبل أن أراه و ربما أكون قد رأيته من قبل لكن في أحلامي و خيالاتي لكني لم أره فعلا إلا ذلك اليوم و كأنني كانت على عيني غشاوة ففتحت عيوني لأرى أحلامي و قد تجسدت فيه ... لم أتردد في مشاعري كما حدث من قبل و لم تختلط علي المشاعر ... و كأننا روح واحدة و إنقسمت و تاه كل نصف منهما عن الآخر و عاشا ليبحثا عن بعضهما .. لقد بحثت عنه في كل الوجوه و الأصوات و الأغنيات و الأفلام و اللوحات حتى في وجوه الأطفال الصغار ... كنت أتخيل من ستكون ملامحه لو كان أولادنا بهذه الملامح .... أتخيل حاله في البعد و أتسائل الآف المرات إن كان يضنيه البحث عني و الشوق إلي كما يحدث معي أم لا؟؟ و أخيرا إلتقينا .. أحببت نجاحه الذي يحلم به و أسعاده فيه ليكمل مشواره ، أحببت استيعابه لمشاعري و طموحاتي و عقلي و إحترامه لى و لكياني ... أحببت أفكارنا التي تأتي في نفس اللحظة .. نحب نفس الأشياء .. أحب الإحتماء به و أن اسند قلبي ليتكئ عليه ليغمرني و يحتضن جنوحي و عطشي للحب و له ... ذلك الأمان الذي شعرت به معه في لحظات صعبة .. لماذا بعد كل ذلك يصبح بيننا كل هذا الفارق الزمني ليضع أمامي تلك العقبات و يختصر من عمر سعادتي معه و من مشوار حياتنا و حبنا الذي طالما إنتظرت لأحياه معه ... و لكن المستقبل و المجهول و عوامل السن تصر أن تأخذ من فرحتى به و من أحلامي بحياتنا و مستقبلنا و مستقبل أولادنا و عمر سعادتنا سويا .. هل سيحدث بيننا مثل ما يحدث بين كل الأزواج و الزوجات من مشاكل في علاقتنا أم اننا حالة خاصة و هل سنفي بواجبنا نحو أولادنا حتى يصلوا لبر السلامة أم لا ؟
أعلم أن الأعمار بيد الله و لكننى أحاول أن أفكر حتى لا أندم فيما بعد خصوصا أنني لم أتخيل أبدا أن هذا قد يحدث و ربما كان مستحيلا و لكن هذا قدر قلبي أن يظل دائما في عذاب إما عذاب البحث أو عذاب المجهول و حساب الزمن.
آآآه من قلبي و حبك الذي فاجأني .. هل تستطيع أن تغمرني و تحتضن قلبي ؟؟؟ إبق معي أرجوك قدر ما تستطيع ، لا تتركني لخيالاتي و أفكاري المجنونة التي تلتهمني ... لقد استنفذ الزمان صبري و تحملي لبعدك و زاد أشواقي و حنيني إليك ... لتكن أنت ترياقي من الزمن و تترفق بي و بمشاعري و لتكن رفيق قلبي .. احتضنني و إحمني بك من الأيام ... دعني أقترب منك أكثر،أغوص بداخلك و أتعمق فيك ، أذوب في أحضان مشاعرك و أفكارك أتحرر بك و معك من قيود نفسي و الزمان و المجتمع ... ليكن حبك حرية من حساب الزمن و عيون الناس و من الخوف من المجهول ... مستقبلي و أحلامي أنت .. خذني بعيدا لآفاق لا يكون فيها غيرنا .. آفاق تمتد لتقبل وجنتي الشمس فتملأ حياتنا دفء و حب و أمل ، و يصبح حبنا واقع و ليس حلمــا ،،،،،،،،،،،،،
6،5/12/2005
ماذا يحدث و ما الذي افعله بنفسي وجدت نفسي بلا مقدمات غارقة في الحب حتى النخاع و لا أملك أن اتردد و لأول مرة أكون بهذه الثقة ... عقلي و قلبي معه .. لا أحسب للأيام حساب إلا انها أخذت من وقتي معه و من أحلام مستقبلنا سويا .أعلم أن ليس كل شيء بالحساب أو العدد و لكن إشتياقي له أكبر من الأيام .. فقط أريد أن أشبع نفسي و روحي منه و من حبه ... أخاف و أرتعد من مجرد فكرة بعده عني أو أن يتركني في منتصف الطريق فلا أنعم به و بحياتي معه ..أخاف أن تتغير مشاعره مع مرور الأيام فينشغل عني و أجد نفسي في حيرة مشاعري المتقده التي لم أعشها بما يكفي و يقصر عمر سعادتي معه .. أم ان مشاعره ستزيد مع الوقت و يعبر عنها بلا حدود و بلا مناسبات ... فما جدوى كل شيء اذا فترت المشاعر و تاهت في زخم الدنيا ؟؟؟ مستعدة لتحمل أي شيء على أن يقتحم كل خلية في قلبي و يملأحياتي و روحي و عقلي بكل ما انتظرته طول عمري و حلمت به ... يغمرني و يملأ فراغ قلبي ،يتملك إحساسي ... محير هو أحيانا ، صامت كثيرا ، ينتقي الوقت الذي يتحدث فيه و ينتقي كلماته ، يراني حتى و إن لم ينظر تجاهي ، دائما متفاعل و ملاحظ لما حوله حتى و إن لم يشارك فيه أو يبدي رد فعل على ما يحدث ..أين أنا في عقله و قلبه و روحه ؟؟ لا أهتم بما مضى قدر إهتمامي بأثره عليه و على حياته و مشاعره حتى لا يؤثر ذلك على حياتنا معا أهتم بأن أعرف كل شئ حتى أستطيع أن أشاركه ما هو قادم .. إقترب حبيبي من قلبي و إحتضنه .. لا تخش شيئا إتكـئ على قلبي فهو ملكك أنت ،،،،،،،
7/12/2005
إن كنتم تعتبرونني صغيرة لهذا الحد لا أفهم و لا أعي و لست أهلا للعلم بكل شئ فلا جدوى لأي شئ إذا .. ما معنى هذه النقاشات الخلفية و السرية و التكتم الشديد ؟؟ لم كل هذا التواري و الغموض ؟ إنها حياتي أنا .. قلبي أنا و لابد أن تحترموا عقلي و مشاعري لاأن تعاملوني كشئ مكمل للصورة فقط !!!
إن لم يكن الوضوح و الصراحة هم الأساس فما معنى الحب و التفاهم ؟؟ و ما داعي الزواج إن كنت متأكدا لهذا الحد إني لن أستطيع أن افهمك و أسمع حوارك و أسرارك و متاعبك و ما يشغل بالك أيا كانت أهميته أو بساطته ؟؟ما وظيفتي إذا و ما دوري معك ؟؟ إن لم أكن أنا اول ما يفكر فيه عقلك حين تريد أن تبوح أو تفكر ؟ حين تسعد أو تحزن ؟
لاأجد كلمات تعبر عن مشاعري و غضبي و ثورتي و حيرتي و حبي و عتابي ... لا أعلم ماذا أقول ، ما الذي أفعله و ما الذي جعلني بهذه لحاله ؟؟؟ إنني بالكاد أعرف نفسي أو افهمها من تلك الحالة التي أعيشها الآن و لأول مرة في حياتي ..
سئمت من لتفكير و من كل شئ أهكذا تتكرني بلا تفسير و بلا كلمات و لا حتى سؤال عني و عن احوالي ؟؟
علام أعاقب ؟ لم كل هذا التجاهل و عدم الإهتمام ؟ .. إن كان الأمر هكذا الآن أو فيما بعد ستكون حياتنا هكذا فأنا لن أستطيع تحمل الأمربمنتهى البساطة لن أستطيع فأنا لا أملك إلا إحساسي و قلبي و إذا نضبت المشاعر أموت و المشاعر و قودها الإهتمام فما معنى أن نحب دون أن نهتم بالآخر و بمشاعره و نراعيها طوال الوقت ؟؟
لم أتوقع منك أبدا أن تتصرف معى هكذا ،، فأنت غير كل الناس على الأقل عندي أنا و قلبي ... تمر علي اللحظات قاتلة ،و الأيام صارت من أطول ما يكون و كأن الساعة تسدد عقاربها في قلبي بطعنه مع كل حركة لها ... و أنت كما أنت لا تزال بعيدا و غير مهتم ... قلت لك أنني أكره الإنتظار و لا أطيقه فإنه يقتلني حتى لو كان موعدا أو وعدا أو توقعا فلم إذا نسيت و تصر أن تعذبني هكذا ؟ هل نسيت أم تتناسى أم تعلم و تتعمد أن تفعل هذا معي ... عموما إفعل ما تشاء .. يجب أن اعتاد منك على ذلك ... و لو مؤقتا حتى أتعلم أن أتحكم في نفسي و مشاعري و إنفعالاتي و إن كنت لا أريد ذلك و لكن يبدو أنه لا مفر من ذلك ،،،،،،،،
13/12/2005
و كأنني أرى صورة عيني في السماء المزدحمة بالسحب الملبدة الملآنة بالأمطار و لكنها تأبى أن تسقط أمطارها فتظهر ضعفها و عجزها عن حمل مكنوناتها الصغيرة الحجم المتناثرة في جميع أرجائها ، تتخبط في جنباتها ، تتجزأ أحيانا و تثقل أحيانا فتحير السحب معها بين إشراق و صفاء و بين قفول و تلبد ، و بين شمس محيرة في ظهورها و تواريها تمنح الدفء و تحجبه خلف السحب و تحير الجميع بين دفء و برد ... تنقبض القوب و تنبسط فتجهد معها الروح و الإحساس و تحير البال ... تثير الشجن و التساؤلات في النفوي مثل نفسي التي إحتارت بين إقباله و عزوفه ... بين إبتسامته المشرقة و صمته الغامض و هروبه من الردود ... بين لهفته الأولى و حماسهو بين فتوره و تباطؤه الآن و صمته غير المبرر و جمود مشاعره و تعبيراته .
18/12/2005
ماذا فعلت لأجني كل هذا ؟؟؟ هل كل هذا فقط لأنني أحببت و كنت صادقة في مشاعري ؟؟ أم لأنني ضحيت في سبيل سعادتي و في سبيل أن أقضي أكبر قدر ممكن من الوقت معه و أتعجل الأيام لأحقق ذلك ؟؟ هل يمكن أن يفعل ذلك دون ذنب إقترفته ؟و إن كنت قد أخطأت في شيء عن دون قصد أليس لي في قلبه ما يمنعه من القسوة علي و على قلبي ؟
إنطفأت سعادتي به و تحولت لحيرة و قلق ثم لذهول و حزن شديد يعتصر أعماقي في صمت غريب لم أعهده في نفسي من قبل و قد أصابتني حالة من الجمود ربنا هو كبريائي و عزة نفسي أم أنه عنادي أم أنه قلبي الذي لا يصدق أن يفعل به حبيبه كل ذلك دون ذنب و دون مقدمات ... هل هذا معقول أن يفعل ذلك و أن تكون لديه تلك القوة !!! يعتصر قلبي و يتركني وحيدة هكذا ؟ هل كنت أحلم بوجوده أم أنه كان موجودا فعلا ؟ قلبا و روحا و جسدا و إحساسا ... أهكذا بكل بساطة يذهب دون مقدمات أو أعذار ؟ كيف تتركني و تذهب ؟ حتى الدموع تخلت عني و تعاند جفوني
كلام في قلبي 9 :
أميرة :-
قابلتها أيام إنتخابات مجلس الشعب ... فتاة تخيلت انها مجرد واحدة ممن دخلن فصول محو الأمية و تعرفت على ابوها و اسرتها و فوجئت بأنها مطلقة و لديها طفلتان و طفل ... هي تقريباً في سني ، تزوجت و أساء زوجها معاملتها و طلقها و عادت لأهلها الذين قهرهم الفقر لتستتر بهم و تربي أطفالها ... هي و عائلتها و أولادها يعيشون في حجرة تقريباً لا تسعهم و هم وقوف فما بالكم بهم إذا ارادوا أن يناموا أو يفعلوا أي شئ آخر ؟ على الرغم من ذلك و من رائحة الهواء الرطب و البيئة الغير صحية نفسياً أو إجتماعياً أو صحياً و على كل الإتجاهات كانوا جميعاً ولاد بلد جدعان يخدموا بعينيهم ... نفسهم يلاقوا حد يعمل اللي مش عارفين يعملوه و يجيبلهم حقهم من الدنيا دي و غدر البشر
كانت تستميت في العمل معنا حباً منها و جدعنة بدأت تعمل و تستقر و لكن حضر لها عريس الغفلة و ما بين حياة الفقر المدقع و خوفها من أن تثقل على أبوها و رغبتها في تحسين حالتها و ربما بضغط من أبوها تزوجت من أحد الشباب الذين قهرهم الفقر أيضاً فأصاب ضميره و رجولته ، تزوجها و هو متزوج و يعول ، تزوجها و بدأ يسرحها لتجلب له المال و هي لا تزال عروسة لم تكمل الشهر و كلما رفضت أن تبيع شرفها ضربها و عذبها حتى تفقد الوعي و يجبرها على تناول حبوب هلوسة و بانجو لتصبح مهيئة لزبائنه فلا تعلم عندما تفيق ما الذي حدث لها .. تحولت حياتها لجحيم و عندما لجأت لأبوها و لكنها لم تصارحه بم يحدث خجلاً منه و خوفا من قوادها الذي توعدها بالعذاب و الكي بالنار و أجبرها أبوها على العودة مع زوجها لأن بيت جوزها أولى بيها على الرغم من أنهم قد علموا أن ذلك الزوج مسجل و معروف في المنطقة بسوء السمعة و الأخلاق و أنها قد تعود إليه جثة هامدة ... و عادت مجبرة لا تستطيع الرفض ، قاومت قدر ما استطاعت و في إحدي المرات التي رفضت أن تنصاع لأوامر القواد الذي تزوجته و أثناء إحدى العلق الساخنة التي كانت تأخذها منه صعدت على الكنبة لتحتمي بأي شئ من بطشه و لم يرحمها .. إستغاثت برجولته فلم يفهم معنى الرجولة لأنه فاقدها و واصل عنفه معها لأنه الراجل و هي لازم تمشي زي ما يقول و تسمع كلامه و لو رفضت يبقا بالجزمة أو المطواة في خدها لتتذكر دائماً فلا تفكر ثانية في عصيانه و برضه تعمل اللي هو يقول عليه .. كانت الكنبة في شقة زوجها في الدور السابع و بجوارها شباك و حيوان سعران ينهش لحمها ضرباً و إهانة و تعذيباً ، لم يحمها حائط رجلها فاقد الظل و لكن عنف ضرباته و دفعه لها من الشباك لتهوى من الدور السابع جثه هامدة متشبثة بستارة هزيلة كانت بالتأكيد أكثر رجولة من زوجها و من الرجال المحيطين بها ... ماتت أميرة و لكنها كانت إنسانة لها قلب و روح و أخلاق بنت البلد الجدعة اللي عايزة تعيش و تربي أولادها و تتستر في بيتها ، زيها زي كل البنات كانت بتحلم براجل يحتويها و يحبها و يسعدها ، يكون حنين و إنسان معاها ... يحقق لها أحلامها و تحتمي برجولته من زمان فاقد لكل المعاني الإنسانية و القيمية و الأخلاقية ... ضاعت أميرة و ضاع أولادها و هرب زوجها من التحقيق بثلاث شهود أنه لم يكن هناك يوم الحادث ليثبت أنه انتحار ... يبكيها أبوها و أهلها الآن ... كم أميرة لدينا في بلدنا و مجتمعنا العربي و كم أب و أم غير متعلمين و لا يملكون ثمن وجبة بسيطة ليوم واحد تقيتهم على الحياة ؟ كم من مثل و موروث في حياتنا أدى لمأساة مثل تلك المأساة ؟ كم من حاكم تعثرت البعير في إحدى الطرقات و بكى لأنه تسبب في ذلك حتى لو دون قصد ... أميرة لا تزال روحك حاضرة في قلبي و وجداني بمرحك و جدعنتك و حيويتك و طموحك ، لا تزالين أنتي حية و هم موتى مثل رجولتهم البيولوجية فقط يحيون في سراديب أوهامها بأنهم رجال و أسياد الرجال ... عجزت كلماتي يا أميرة و لكن ما في قلبي أبلغ من كلماتي و دمك عار على من أسموا أنفسهم رجال و لم يأخذوا بثأر شرفك للآن
· كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر - بين يديك- بقلب مُنكَّس؟

كلام في قلبي 8
خواطر ملخبطة 2

من الذي نبحث عنه كل يوم و كل لحظة ؟ من الذي يشغل أحلامنا و تطلعاتنا ؟ من الذي يجعلنا نشعر دائما بالحنين اليه ؟؟؟؟ هل نحب المشاهير و الناجحون لنعوض فشلنا ؟ تماماً كما نحلم بالجنة و الثواب في الآخرة لنصبر أنفسنا على إبتلاء الدنيا و كوارثها .. نزرع في أنفسنا الأمل بأننا سنأخذ الأفضل فيما بعد ربما ليس الآن ...ننتظره ليأتي وحده فهو قدر و نظل قيد الإنتظار ربما عمر بأكمله و نحن ثابتين في حالتنا لا نتغير ... ننظر من يأتي ليحررنا و يقودنا ... ننتظر الفارس الذي يأتي ليحقق أحلامنا ... و بينما نحن منتظرون نغرق في وحل أفكارنا و رغباتنا المكبوتة و أحلامنا المؤجلة بل حياتنا المؤجلة .. و لا نزال ننتظر و نتتطلع للثواب و الرحمة ...
نلبس ثوب الأحلام البراق فنرى الواقع بل " الوائع " موحل و مظلم فنشفق على أنفسنا من حمله و نصدق أننا لا نستطيع التغيير !! و بهذا نصبح معلقون بين جسد يتهاوى في الوحل و عقل فارغ تائه في ملكوت الأحلام و روح ساخطة على الوضع الحالي ، لم لا نصدق أننا نستطيع أن نغير ... نحن وحدنا ، لا نحتاج أحد ، لم لا نكون نحن من إنتظره العالم طويلاً و نحن لا ندري حجمنا و قدراتنا .
نقف في مرحلة الثلثة و ثلث فلا منها ثلاثة ولا ثلاثة و ربع ولا ثلاثة و نصف ... مرحلة أعيشها و مللت منها ... لا أريد أن أحيا نصف حياة و الباقي مؤجل ...ففي هذه الحياة علينا أن نخاف من الواقع وليس الأحلام، فلا أحد ينجو من الحياة حياً ... فطالما نحيا حياة واحدة فلنعشها مثلما نريد بوضوح و صراحة و حرية و بساطة ، نضحك من قلوبنا كالأطفال و نصفق و ندبدب بأقدامنا عندما نفرح و نمرح ، نبكي عندما نريد ، نبوح بمشاعرنا بطلاقة دون خوف أن يخطئ الآخرون فهمنا ، نعيش حياتنا ككتاب مفتوح و لا نسئ إستغلال مشاعر بعضنا البعض
· لا أدري بأي إتجاه أنظر و لا لأي صديق ألجأ
و لكنني أعلم أي الأحلام أتمنى ... فأتوجه إليها
و لذا أترك لك هذه الرسالة ...
إن لم تجدني بين السطور ،
و لا في قلبك ، و لا يومياتك ...
وافني عند أحلامي ... لن أتحرك
(daisyduality.blogspot.com واحدة ما أعرفهاش بس قريت ده في مدونتها )
· سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول.. " أمل دنقل "
ليس ما أتكلم عنه هنا هو أزمة نفسية أو حياة شخصية و لكنها حالة عامة ثابتة لا تتغير إن لم تتكن تتجه نحو الأسوأ و نحن لا نزال ثابتون ثبات الموتى و صامتون .. حالة لست فيها وحدي و لكنها حالة جيل كامل ورثها من الجيل الذي سبقه .. إحباط و خوف من العقاب و الحكام و إستسلام لمن يقود فأصبحنا جميعاً توابع في كل موقع نحيا فيه من البيت و حتى العالم الخرجي و سياسات الدول و أصبحت حياتنا سيناريوهات مكررة .. مشاهد إختلف مؤدوها و أماكن تواجدهم و لكن نفس الحوارات و نفس المضمون ... الجميع فاقد للمعايير و المضمون و الهدف المحدد ، البعض يتخبط في رحلة بحث عن الذات و البعض يحاول إيقاظ الناس من ثباتها و البعض الآخر استسلم لأن يحيا دون هدف فقط يستهلك و عندما يموت يصبح كأنه لم يكن لأنه عاش لنفسه فقط فمات ضئيلاً كما عاش ..
نحن جيل جديد من الشباب ورثنا من أهالينا التمرد و الثورة و بعض المبادئ و الكلمات الرنانة و مننا من لم يرث شئ عن أهله و لكننا جميعاً تتوق قلوبنا لحياة نظيفة جميلة بلا تعقيدات .... ساعدونا أن نحققها فإن كنتم قد يأستم و مللتم بعد طول كفاح و معاناة فلا تتركونا نتخبط و نتصارع ... لا تضربوا بتضحياتكم و عمركم و ما عانيناه معكم عرض الحائط ... لا تستسلموا و تيأسوا و تتركوا كل شئ و لا تلتصقوا بمقاعد فارغة تزول و قد تزولون قبلها ... إمنحونا حياة كريمة نعيشها و نتذكركم بها بعد أن ترحلوا ... لا تتركوا لنا العالم في مأساة و أوبئة ... و إن إستسلمتم لماضيكم الذي يهترئ أمام معاناة الحاضر فلن نسمح لكم أن تبيعوا حاضرنا و مستقبلنا و أحلامنا خذوا بيدنا لنسندكم و تقفوا بجانبنا حتى يشتد عودنا و نقاوم رياح الزمن العتية بصلابة و عزة

الجمعة، أكتوبر 06، 2006

كلام في قلبي 7 :
خواطر ملخبطة :-
لا أعرف ماذا يحدث لي هذه الأيام … خليط من مشاعر الشجن و الحنين والرفض و الثورة .. غالباً ليس شعوري وليد هذه الأيام فقط و كنه غالباً موجود من زمن طويل و كنت أهمله و لا أعطيه تركيز فيكون حالة عابرة …
أجد صعوبة في شرح تلك الملابسات فقد هربت مني تركيبات الحروف لتزيد الأمر صعوبة فأعجز عن نظم الكلمات
صرت أحيا يومياً في طبق عميق من سلطة المقاومة ... أقاوم رغبتي في الراحة و النوم في الصباح الباكر قبل ذهابي للعمل .. أقاوم الحر و الفرهدة في مكتبي من ضيق التنفس و سوء التهوية و الضوضاء المستمرة .. ضغائن مستترة و معلنة بين الموظفين ، أفكار و موروثات تمارس بشكل يومي تظهر جلية في الحوارات و المعاملات و الأحاديث الجانبية تتنوع بين نميمة و شكوى حياتية من الغلاء و القهر و قلة البركة في المال و إزدواج المعايير في المعاملات و المحسوبيات ... و كلما مررت بمكان أو مكتب أجد من يسألني و يحاورني عن حالنا و حال البلد أو يأخذ رأيي في مشكلة تخصه ... يسعدني هذا طبعاً و لكنني وجدتني أكرر مضمون الكلام بشكل أو بآخر تبعاً لإختلاف الأفراد و مستوياتهم و ثقافاتهم إلا أنهم لم يختلفوا عن بعضهم كثيراً و لكن ما إختلف هو طريقة توصيل المعلومة و مفرداتها و أحياناً أمثلة لتقريب الفكرة ...
الجميع معترض و الجميع يريد التغيير و ثائر على حياته و الأسعار ... و أنا لا أمل من ممارسة دوري التحريضي النابع من إحساسي بالمسؤلية تجاه كل من حولي حتى لو بحوار بسيط يغير وجهة أفكاره ... نعم أحرض فالتحريض في هذه الحالة هو واجب لتشغيل العقل و الوصول بشكل او بآخر لحالة من الوعي العام الذي يجعل كل فرد على علم بم يفعله و يطلبه و هذا يحدث عندما يعرف ما له و ما عليه من حقوق و واجبات ... يختار كل منا طريقه حسب أفكاره و ميوله و يختار الإتجاه الذي يتوافق معه حتى يصبح له قوة و مسار شرعي يوصله لهدفه و يعلن به عن آرآءه ويشارك به في صنع القرار لأنه لو ظل وحده لن يكون لرأيه قوة و شرعية مثلما يكون لمجموعة منظمة لها برنامج و أهداف لينتج عن ذلك ثقافة عامة بالمجتمع فإما تكون ثقافة تأييد و دعم لقيادة الدولة أو ثقافة مقاومة لكل ما هو خاطئ من سياسات و حكم و إستعمار و ثقافات و موروثات فالجميع كل لا يتجزأ خلطة ينتج عنها نمط للشخصية تماماً كما نري الشخصية الفلسطينية و اللبنانية و غيرها من الشخصيات و أقربها الشخصية المصرية في الستينات و السبعينات و أوائل الثمانينات قبل أن تأتي ثمار القهر الحاكم بنتاجها على عقول و نفوس شعبنا الكريم ...
كانت لدينا قضية و إهتمامات تشغلنا و تملأ عقولنا و قلوبنا بالغيرة على بلدنا و مكانته و كرامته بين الدول و في نفس الوقت كان لدينا حرص و غيرة على قيمنا و عاداتنا و مفاهيمنا الجميلة عن الرجولة و الشهامة و النخوة و عزة النفس و العروبة ... لا إختلاف بين الأثنين فنمط الشخصية دائما متكامل و متسق و يعبر عن صاحبه فمن هو حريص على قيم و مبادئ شخصية و إجتماعية جيدة و يحاول تعديل ما هو خاطئ فيها يكون حريص على بلده و عفتها و يكون لديه نخوة و كرامة فبلده تماماً مثل بيته .. نظافتها من نظافته و أسرارها كأسراره و بناتها لهن قدسية و عفة أهل بيته لا يقبل عليهن قول أو فعل السوء و ما أكثر الأمثلة و أوجه الشبه و المقارنة و التطابق ...
هكذا فهمت و تعلمت حديث نبينا الكريم " كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته "
· إزرع كل الأرض مقاومة
إرمي في كل الأرض بذور
إن كان ضلمة نمد النور
إن كان سجن نهد السور

نكمل كلامنا بعدين لأن لسة في كلام كبير و اللخبطة بتزيد و الحالة ثابتة و مش بتتحسن على رأي مسرحية أنا دلوقتي ميت ...

الخميس، أكتوبر 05، 2006

كلام في قلبي 6
الجدع جدع و الجبان جبان ؟؟؟؟
كنت أقف هناك كعادتي بعد كل يوم عمل في طريق عودتي منتظرة قدوم الترام و بينما أنا واقفة مر من أمامي كتيبة جنود و كان واضحاً عليهم أنهم مجموعة من الشباب يؤدون خدمتهم العسكرية مروا بزيهم الزيتي و قبعاتهم بدون مخلات ملابسهم ... مروا بخطوات هزيلة يبدو عليها الإعياء لاتقوى على حملهم ، مروا أمام عيني بوجوههم السمراء التي لفحتها الشمس و زاد من سمرتها علامات الإجهاد و العرق و إصفرار الوجة الذي يدل على سوء التغذية .. مروا متبعثرين و قائدهم يتسند على عصاة ، و ما أن مروا أمام مقلاة لب حتى تهافتوا جميعاً لشراء اللب و السجائر حتى من كان منهم يحمل كيس العنب الفرط و رغيفين عيش ... قد يبدو مشهد مرورهم أمر عادي و لا يثير إنتباه أحد و لكنه أثار اسئلة في عقلي ... هل هذا جيش دولة مثل مصر أو حتى بلاد الواق الواق ؟ هل هذا الجيش الذي خرج منه الضباط الأحرار ؟ هل هذا الجيش يستطيع على الأقل رد عدوان أي دولة علينا في اي وقت ؟ و هو سؤال يتناقض مع ما يشعر به كل من يمر أثناء مظاهرة سلمية إعتراضاً على قوانين أو ممارسات حكومية أو غلاء أسعار أو إنتخابات فيظن من كثرة الجنود و تحفزهم و إستعدادهم بكامل أسلحتهم و غلهم في ضرب المتظاهرين أنها الحرب إذاً !!!! فالأمن المركزي الذي يفوق عدده عدد جيش مصر يحارب حرباً داخلية شرسة ضد الرعاع المعترضين على ولي نعمتهم !!! فهل يعلم رئيسنا ذلك أم أنه تعمد ذلك حتى يأمن عدم قيام ثورة مرة أخرى و يطلق يده فساداً و ظلماً و قهراً في بلدنا الحبيب ... ظن أنه ليس بحاجة لجيش يحميه لأنه مسالم مع جيرانه و الدول الكبرى و لا يستفز أحد ناسياً أن تلك الدول لا كلمة لها و لا شرف و تكيل بمكاليين لا يهمها في ذلك سوى مصلحتها الخاصة ... إعتمد على نفوذه علينا و مهادنته معهم رافعاً شعار الصمت و الطبطبة و خافضاً رؤوسنا في الأرض من تصريحاته و سياساته الداخلية و الخارجية التي يندى لها الجبين ... شعرت بمرارة في حلقي من حالنا و حال بلدنا التي أصبحت محط سخرية من حولها من مواقفها و سياساتها في الخارج و حتى مع ابنائها و شعرت برعب من الأيام القادمة و كيف سنحياها و نحن نعيش في وطننا أذلاء ممتهنين حتى في أبسط حقوقنا الآدمية و الحياتية العادية و مستقبل أولادنا الصغار و شعرت بإنقباض في قلبي أن تغضب علينا إحدى الدول الكبرى و يأتي دورنا في الخطة الإسرائيلية بعد العراق و فلسطين و سوريا و لبنان و إيران تبعاً للمسلسل الجغرافي المتوقع و المدروس هل يستطيع ذلك الجيش أن يتصدى لدول بتلك القوة و التقدم التكنولوجي ؟ أين التكنولوجيا الحربية الخاصة بنا ؟ أين مراكز أبحاثنا ؟ أين ، أين ، أين ؟؟؟ أعد حساباتك يا ريس فلن يدوم رضاهم عليك طويلاً و قد يتبدلون و قد تتبدل أنت أو ترحلوا جميعاً فالدائم هو الله عز و جل ... من وقف و ساند حزب الله و بذل دمه فداء بلده و كرامتها هو الشعب اللبناني كله شعب لم يتفرق و يتحزب في وقت الشدة من أجل الصالح العام و لم تفرق النيران الصهيونية بينه بدورها و هي تقصفه .... لم تفرق بين عشة و قصر و ممتلكات رؤساء أو وزراء و عشوائيات ، لم تفرق بين غني و فقير أو بين رضيع و كهل لكنها بالتأكيد قصدت المدنيين و المستشفيات ... ذلك الشعب الصامد الذي عاش في بلد تعرف قيمة كل مواطن فيه و تحترم حريته و فنه و ثقافته صمد لأنه وجد لنفسه بداخلها مكان بينما من شن الحرب هو حزب واحد و ليس دولة بأسرها ... لم يستأذن في رد كرامته و إعتباره و لم يسجن زعيمه و لم تفرض دولته قانون طوارئ حتى في حالة الحرب فما بالك في حالة السلم ؟؟؟ لم يتهم زعيمها و رئيسها من عارضه بأنه أهانه و سحله ... ذلك الشعب الذي بقا في دياره رغم القصف و بصق على منشورات و تهديدات العدو و دهس أعلامه و رفع شعار و إسم من رد له كرامته و كرامة أمة بأسرها لم يهتفوا بسقوطه بل و الأدهى أن الشعوب العربية كلها ساندته و إحترمته لأنها وجدت فيه ضالتها التي نستها منذ أيام عبد الناصر و صلاح الدين أيام كان للمصري إحترامه أينما حل بأراضي الوطن العربي حيث كانوا يرون فيه بطولة و شهامة رؤساؤه و لكنهم الآن يحتقروننا و يبصقون علينا و ينعتونا بمن باعوا القضية لا يعلمون أن ما زال فينا شرفاء لم يلعقوا نعال من يرمي لهم بالفتات أو تخيلوا أنهم لو ساروا جنب الحائط يسلموا من الأذى ناسين أن الحائط إمتلأ بجرب و أمراض من إحتكوا به من قبلهم و ماتوا منبوذين و خونة لكرامتهم و رجولتهم قبل أوطانهم ...
· لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم "أبو الطيب المتنبي "
· قال محمود درويش ذات يوم :
" يا دامى الكفين والعينين ... إن الليل زائل لا غرفة التوقيف باقية ... ولا زرد السلاسل وحبوب سنبلة تجف .... ستملأ الوادى سنابل ! "
كلام في قلبي 5
لسة في القلب العنيد حلم رافض يتهزم
لم يكن هذا الشعور جديداً بل كان متكرر لدرجة أنه أصبح مألوفاًً الرغم من أنه مؤلم ... الإحساس بالعجز و قلة الحيلة ، إحساس أصبحت أواجهه في كل مكان ( عندما أتحدث على لساني فإني أتخذ من نفسي مجرد نموذج واحد من ملايين الشباب ) دائما نقف مكتوفي الأيدي و الطموح عند نقطة نغير عندها مسارنا و نلبس ثوب الإحباط أو نعيد الكرة من جديد و قد نتحايل على الأمور أحيانا لنصل لما نريد ... و يبدو أن الأمر قد أتى بنتائج عكسية معنا بعد أن زاد عن حده فتولدت لدينا طاقة هائلة من العناد و التحدي ... قد نستغلها في بدايتها بشكل خاطيء أو شخصي و لكن مع الوقت تتحول لتصبح على المستوى العام ... منذ حوالي عام دار حديث بيني و بين أحد العمال معي في الشركة و كان ذلك أيام تعديل الدستور خصيصاً ليناسب مسلسل إنتخابات الرئاسة الهزلي ... وجدت ذلك العامل يناديني صباحا و يقول لي " شوفتي يا باشمهندسة !! البلد كانت مقلوبة إمبارح عالبحر و الطريق واقف و آخر بهدلة و الأمن كان مالي الدنيا " " ليه كده يا عم أحمد ؟؟ " " أصل كان في شوية عيال واقفين عالبحر عاملين قلق و بيشتموا في الحكومة و الريس و عاملين مظاهرة ، حاجة آخر قلة أدب هم فاكرين نفسهم إيه ، و لا حيعملوا حاجة اللي الحكومة عايزاه برضه حتمشيه " قلت " طيب و إيه قلة الأدب اللي في كده يا عم أحمد بس ؟ " يعني هي الحكومة اللي مدلعاهم و هم بيتبطروا ؟ و بعدين قلوا أدبهم قالوا إيه ؟ " مش عارف مكنتش سامعهم كويس " ....طبعا كنت أعلم ما الذي يتحدث عنه عم أحمد لأنني كنت بين هؤلاء العيال و كنت أحد من يقودوا الهتاف أنا و أخوتي و كان أبي ليس بعيدا عننا و حاولت أقناع عم أحمد أنها مجرد محاولة للإعتراض السلمي بدلا من الصمت الذي يعتبر في بلدنا موافقة و سعادة و رضا بكل ما يجري و أنه يوما ما لن نكون شوية عيال و لكن سيتزايد العدد حتى يقوم الشارع كله بثورة و إن الناس لازم تفهم حقها و يا توافق يا ترفض ... فلم يقتنع و إعتبر كلامي مجرد حماس شباب طائش لا يجد ما يشغله و لكن هذا العم أحمد لديه إبن إنتهى من تعليمه الفني و حاول عم أحمد و أنا معه إقناع الصبي بأن يستكمل دراسته في كليه الهندسة و لكنه رفض لأنها مش فارقة كتير من مهندس لفني و أهو كده حيشتغل أسرع و فرق الفلوس مش كتير مستغلا بذلك وجود أبيه في الشركة و أن ذلك سيسهل له فرصة عمل و لو كعامل شهري مع ملاحظة أن وظيفته غير ثابتة و أنه ممكن يتصفاله و يطرد من العمل في أي وقت بسبب أو بدون مثل من عرض أولاده للبيع لأنه بعد سنين عمل طويلة تمت تصفيته من مكان العمل ... لم تكن تلك هي المشكلة أيضا و لكن أن عم أحمد مصاب بعجز جزئي و يعمل كهربائي و رغم يذلك يأتي للعمل و كان يذهب لكل من يعرفه حتى يحصل على عمل لإبنه ... رأيت نظرة إنكسار في عين عم أحمد و هو يحاول تأمين مستقبل إبنه بأي ثمن حتى لو كان على حساب عزة نفسه مستغلا في ذلك عجزه و تعاطف الناس معه ... مع إن الدولة كان ينبغي لها أن تعطي الصبي وظيفة دون تذلل و لا تحايل و أن يترك عم أحمد العمل بشكل كريم و يأخذ معاش يكفيه و يعطي فرصه لشباب آخرين للعمل بحيويتهم في مكانه ... و لا يزال عم أحمد غير معجب بحال البلد الأعوج و أيضا رافض طيش الشباب و ماشي جنب الحيط و بيقول مفيش فايدة ماهو لو كانوا عايزين يصلحوا كانوا صلحوا من زمان .. و هو في ذلك شأنه شأن الكثيرين و لكن الأكثر منهم من لديه رغبة حقيقية للتغيير و لكن لا يعرفون كيف ..
تذكرت كلماته و أنا أبتسم إبتسامة نصر عندما رأيت الشارع المصري في أزمة القضاة و أننا لم نعد بعض الغرباء الذين يحاولون الظهور بعمل ضوضاء و جذب الأنظار عن طريق المظاهرات ... تكررت نماذجنا في كل أنحاء مصر و إعتقل من بيننا العديد من الشباب و الفتيات فقد تعدى الأمر كونه مجرد إهتمام بعمل عام أو إتجاه سياسي بل أصبح أمر لابد منه ، زاد إتساع إبتسامتي عندما رأيت مظاهرات على مستوى العالم تندد بقمع مبارك لشعبه و ممارساته الديكتاتورية و إنتهاكاته الدستورية السافرة ( ليس هذا تحريضاً و لكن إحساس بالأمل في التغيير و شعور الناس بالمسؤلية بغض النظر عن شكل التغيير )
إلا إنني إستيقظت صباح اليوم في حالة ذهول و هيستريا غريبة بين ضحكة تظهر أسناني من سعادتي و ذهول أن يحدث ما حلمت به و ذهلت أكثر ممن شاركني حلمي " خير اللهم إجعله خير آآآل إيه كان في زي إحتفال أو مهرجان حاجة شبه الإستاد أو ميدان عام و لقيت الدنيا هاجت و الناس بتجري آل إيه حد قتل الريس ( بلاش قتل دي مع إنها حلم و الله ) يا إما مات لوحده مش فاكرة بس هو مات يا أغمى عليه أو أعلن تنحيه ( مع ملاحظة إنه حلم ) ؟؟؟؟؟؟ أووووم إيه قلت لنفسي إيه ده معقول المنصة تحصل تاني ؟ المشاهد تتنقل بسرعة و الصورة غير واضحة ، الغريب إن الإحتفال زاد و إبتسامات الناس و فرحتهم زادت و قالوا بركة يا جامع نزلت أبص وسط الناس لقيت جيمي واقف على جنب و إنفعالاته شبه إنفعالات جيم كاري !!! ( قلت لنفسي يا لهوي إيه ده هو إشترى نص عقلي الباطن و بقا شريك و دخيل في أحلامي و لا ده جاسوس و لا إإإإيه ) واقف على جنب محتاس مش عارف يضحك و لا يعيط أو يمكن و الله أعلم يكون مستخبي من الناس و ساب أبوه مرمي فوق ... باقوله إنت بتعمل إيه هنا ؟ قاللي مش عارف أطلع أحيي الناس و أنقل الريس السابق علشان الدفنة و لا أعمل إيه أنا مش عارف أتلم على أعصابي عايز أتنطط من الفرحة بس لازم يحسوا إني زعلان و أنا زعلان لأنه برضه أبويا ؟؟ هو ما كملش كلمته من هنا و لقيت الناس هاجمة عليه و شالوه و هيلة هوب من على سور الإستاد و هم يهللون مش عايزينه مش عايزينه حاسمين الموقف و قاطعين على ولي العهد طريق حيرته و تردده و منحوه شرف الطلعة الجوية الأولى أيضا مثل والده ... و لكن وقفت أنا في حيرة بالرغم من سعادتي و لقيت جوايا سؤال " مين البديل ؟؟؟ " و فجأة ( يا هند ... يا هند قوووومي علشان تلحقي شغلك .. حاضر يا بابا ) هرشت في راسي و نفضتها يميناً و يساراً محاولة إخراج الوريث و فض الشركة ثم تردد السؤال داخلي و جاء الرد " مش مهم ده كان مجرد حلم .. الناس اللي تعمل كده أكيد بكرة حيلاقوا بديل و هم يختاروه من جواهم " كل حاجة في أولها حلم بتكبر يوم ورا يوم ... و أكيد في بديل .. حتى لو كان الثمن روحنا مش مهم .. لو الروح ماتت الحلم مش بيموت ، حلم عنيد ما يعرفش يتكسر حلم زي العدوى بين القلوب اللي بتحب بلدها ... حلم في قلبي و عقلي .. أكيد مش حلم بالقتل لأنني ضد العنف حتى بأقل صوره لكن بالتغيير حتى لو التنحي أو بالكلام أو بالغنا .. لو بطلنا نحلم نموت لو عاندنا نقدر نفوت لو عدينا مرة خلاااص لو هدينا ضاع الخلاص حبة صبر حبة حماس يبقا الحلم صورة و صوت ... قفزت في ملابسي و أنا أدندن الأغنية و أجري على سلالم المنزل مهرولة و بداخلي حلم أن ألحق بأتوبيس الشركة حتى لا أضطر لركوب مواصلات عامة و لحقته ... و لنا كلام آخر أيضا من قلبي لقلوبكم قبل عقولكم
مع حبــي،،،،،
عـنـــــــــد أأأقصد هــنــــــــــــــــــــــد ،،
كلام في قلبي 4
الفراق صعب

كنت أتابع عملي في مكتبي و وسط عمالي كعادتي كل يوم ، و بعد إنتهائي من وضع بعض الأوراق بداخل الملفات و رفعت رأسي ناظرة للخارج من خلال النافذة الزجاجية في حركة تلقائية فلمحتها قادمة من بعيد ، تهرول تجاهي كمن يستغيث و يطلب النجدة ، إنقبض قلبي لهذا المشهد فقد كنا سويا منذ ما يقرب من ساعة تقريبا و كانت على ما يرام . لم تعطني فرصة للتساؤل عما حدث ، وجدتها و بدون مقدمات تلقي رأسها في صدري و هي تبكي بحرقة و في حالة إنهيار ، لم أملك سوى أن أحتضنها محاولة تهدئتها فوجدتها تلملم حروف كلماتها بصعوبة و هي تقول " ماتت يا هند ماتت .... خلاص مش حاشوفها تاني " ، " الله يرحمها بس مين دي ؟" سـ..تــ...ى ، مااااتت " . كنت أعلم أنها بالمستشفى مريضة " معلش يا حبيبتي الله يرحمها ... كده أرحم ليها من عذاب المرض و بعدين المفروض إنك متوقعة ده " " أيوة يا هند بس الفراق صعب " ......... الفرااااااااااق ... لم أجد كلمات بعد كلمتها مادت بي الأرض و لم أستطع السيطرة على مشاعري و تهاوى قلبي ليسقط في بئر سحيق .. يسقط و هو يرتج ارتجاجات عنيفة تأخذ روحي معها و يتخبط في جدران صدري و تنهمر دموعي معه دون إرادة مني..... " آآآآآآه حرام عليكي يا هبة ليه كده بس ؟ ما أنا كنت ساكتة و كاتمة في قلبي " قلتها في سري و أنا أرى أمامي لحظة وفاة جدتي و كأنها تحدث الآن و أيضا إنسانة أخرى عزيزة جدا على قلبي ... كلتاهما ودعا الدنيا و ودعاني معها ... بقيت وحدي دونهن أعاني تبعات الفراق الصعب و أنتظر عودتهن في أي وقت معتقدة بتفكير طفولي أنهن في مهمة أو سفر و سيعدن لأجلي حتى لا أبقى دونهن كثيرا .... كان يجب أن أظل صلبة لحظة الفراق حتى أقوم بواجبي و أظل حتى آخر لحظة بجانبهن كما كانتا بجانبي كل اللحظات و كل الأوقات ... لم أتخيل أن أوضع في هذا الموقف أبداً و لكنه حدث رغماً عني .. حجبهن التراب عن عيني و أحضاني و أنا عاجزة أن أمنع ذلك أو أنفض عنهن التراب ... أنتظر في كل لحظة أن يمزقن ذلك الكفن الذي يخفي وجوههن الطيبة و اياديهن الحنونة و أحضانهم الدافئة و قلوبهن المحبة المعطاءة دائماً و بعدن لأجلي و لكن هذا لم يحدث تركتهن ينزلن في قبورهن مغلوبة على أمري ظناً مني أنهن سيخرجن بعد أداء المهمة الرسمية يحاسبن على أعمالهن و يخرجن ... كلتاهما تعلم أني أحتاجها كثيرا ، أحتاج أن تشاركني يومياتي و تصرفاتي و حكاياتي و أتبارك بدعوتها كل يوم و أملأ قلبي و روحي من بحر الحب و الحنان و العطاء الوافر فذلك هو الزاد و الزواد في تلك الحياة الجافة ... تلك هي المشاعر الصادقة النقية بلا مصالح ... مشاعر تنحني لها كل صباح و تأخذ بركتها من قبلة على اليد و حضن دافيء و دعوة صادقة من القلب أغلى من كنوز الدنيا ... مشاعر بدون مقابل .. تشعر بالحرص و الإهتمام في كل تصرف ... التقويم الحنون اللين الذي يجعلك تفعل أي شيء لترضي هذا القلب الطيب و لا تخسر دعواته ... تقويم لا يجرح و لا يكسر بل يجعلك أقوي ... أطيافهن تجوب المنزل و كل شيء من حولي ... أجدهن في كل ركن و أشم عطرهن الطيب في أشيائي .. ترن كلماتهن المحببة و ندائهن لإسمي في أذني كلما إشتقت إليهن .. دعواتهن تسبق خطواتي ، أشعر بالأيدي الحنونة تربت على كتفي و تحتويني في أحضانها كلما شعرت بالتعب أو أصابني حزن ... حتى الآن لازلت أتجنب بعض الأشياء و أحيانا أذهب إليها طواعية مني متلمسة عبق حنيني و لحظة من زمن قضيته .. أستمد قوتي و أجدد عزيمتي من كلمات مباركة و نصائح غالية ... أتحاشى أن أدير رقمها الغالي على قرص الهاتف و لا تجيبني بصوتها المحب المرحب " أهلاً أهلاً حبيبة ماما ... عملتي إيه إنهاردة و قابلتي مين ؟ " أو أن أدخل منزلها فأرها في كل ركن منه و أبحث عنها فلا أجدها ، أطرق الباب بإلحاح طفولي و أعرف أنها ستفتح بإبتسامة في صفاء النهار و أرتمي في حضنها المتعب فتحتويني كإحتواء البحر لكائناته فذلك هو مكانها الطبيعي ... حضن بإتساع الدنيا و ما فيها... أخشى أن يغير أحد مكان الأشياء التي وضعتها بيدها و غير نظامها و أزال عبقها من أركان المنزل...أما وجه جدتي الصبوح المشرق بنفس راضية قانعة لاأمل و لا سند لها سوى الله ... دائمة الذكر و العمل و الدعوات للجميع حتى و إن كان سائق التاكسي الذي يقلها لأي مكان .. أراها في كل سيدة تسير بظهر شبه محني من ضغوط السن و الزمان ، تسير خطوات قليلة و تستند على سيارة أو عمود نور لتفرد ظهرها في عناد و فسحة ثم تستكمل مشوارها ... جدتي التي كانت تتخذ مني عكازا و سندا لها و ونساً .. صرت لا أتمالك نفسي كلما رأيت عجوزا تشبهها حتى إني إحتضنت و قبلت يد سيدات لم أعرفهن قبلاً و طلبت منهن دعوة لي حتى لا أشعر أن دعواتها إنقطعت عني و كن يستجبن لي في حنان بالغ و دهشة واضحة و شفقة على دموعي التي أدرايها مع أنها تخرج رغماً عني ...جدتي و صديقة والدتي لم تكن العلاقة بيني و بينهن رسمية أو بضوابط و لكن كان كلا منا قطعة من الآخر لا يستقر حتى يطمئن عليه و تكتمل روحه عندما يكون نصفه الآخر في أحسن حال ، يشعر أنه سليم معافى بمجرد رؤيته حتى و إن كان عليلاً ... لم أستطع إرجاعهن ، فقط إحتفظت بذكريات دافئة و حب مكنون في قلبي يحتويني كلما قست الدنيا ... السيدة الأخري لم تكن شقيقة أمي بالولادة و لكنها كانت شقيقتها بالحياة و الإنسانية .. قست عليها الدنيا فتحملت قسوتها و لكنها لم تتحمل قسوة أبنائها فلذات كبدها حين إحتاجتهم و تخلوا عنها .. كنت أشعر بألمها و أتعاطف معها و أعترف أنني مع الوقت كنت أنانية و سعدت بذلك لأنني شعرت بأنهم لا يستحقون رضاها و لا حبها و لا دعواتها لهم فكل ذلك نصيبي وحدي .. طبعا لم أكن أتحمل رؤية دموعها و لوعتها من تصرف أولادها و فراقهم و صدمتها فيهم و لكن ما فعلوه بها كان سبباً لأن ينعم الكثيرين بذلك الحنان و العطف و الرضا و الإبتسامة الجميلة وجدتني أختارها أماً لي بكامل إرادتي بالإضافة لأمي الجميلة المثقفة المعطاءة التي لا يأخذ مكانها أحد مهما بلغت غلاوته في قلبي .... سيدتان تعلمت منهنما الكثير و بعد رحيلهن عن عالمنا مادت بي الأرض و إختل توازني و شعرت أن العالم كله إنكمش ليصبح في حجم رأس الدبوس و المطلوب مني أن أقف صامدة متزنة عليه ... لم يبق لي سوى أمي أطال الله عمرها فلا شيء الآن يبقيني متماسكة سواها .. أسند ظهري عليها و أتكيء ، أحتمي بها ، فلا أخت لدي و لا صديقات إلا قلة تأخذهن مشاغل الحياة فلا تستمر الصداقة أو تبقى و لكن موسمية ... لحظات من الشجن و الحنين و الوفاء لسيدات إمتلكن قلبي لأنهن يستحققن ذلك .. " ثلاث أمهات " حب صادق ، نصائح خالصة دون مصالح ، تضحية ، أمومة نادرا ما نجدها و ربما كان من حسن حظي أن يتواجد هذا الثلاثي المتفرد في حياتي .. لا أملك سوى الإنحناء إحتراما و تبجيلا لهذه النماذج التي لو تكررت في بلدنا لتغير حال أجيال و مجتمع بأكمله ... لصرنا مجتمع يشعر بقيمة العطاء و التضحية و الوفاء و إفناء النفس في سعادة الآخرين
" الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيبَ الأعراقِ "
و لنا كلام آخر أيضا من قلبي لقلوبكم قبل عقولكم

مع حبــي،،،،،
هــنــــــــــــــــــــــد ،،

كلام في قلبي 2
يا محلا تصريحاته
وصلتني رسالة اليكترونية عن وقوع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة ولكنها جافة، وأجهش الحيوان بالبكاء الشديد من الألم من أثر السقوط واستمر هكذا لعدة ساعات كان المزارع خلالها يبحثا لموقف ويفكر كيف سيستعيد الحصان؟ ولم يستغرق الأمر طويلاً كي يُقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزًا وأن تكلفة استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر، هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج إلى ردمها بأي شكل. وهكذا، نادى المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البئر كي يحل مشكلتين في آن واحد؛ ) التخلص من البئر الجاف ودفن الحصان ) وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر. في بادئ الأمر، أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه الألم وطلب النجدة. وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأة، وبعد عدد قليل من الجواريف، نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لما رآه، فقد وجد الحصان مشغولاً بهز ظهره ! كلما سقطت عليه الأتربة فيرميها بدوره على الأرض ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى. وهكذا استمر الحال، الكل يلقي الأوساخ إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط على الأرض حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى. وبعد الفترة اللازمة لملء البئر، اقترب الحصان .من سطح الأرض حيث قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى سطح الأرض بسلام ...
كم من بئر وقعنا فيه سواء بإراداتنا أو قهرا و هل نستطيع نفض التراب عننا و الخروج من القاع للنور ؟؟؟ لو كان الحصان أستسلم و ترك التراب يغمره لمات و لكنه تخطى الأزمة و جعل من التراب سلما لنور الحياة يبدأها من جديد و هذا ما لم يدركه من ردموه
نردم بالوحل منذ أكثر من 24 عاما و تتراكم الأعباء علينا و تقل فرص الحياة الكريمة يوما بعد يوما حتى عميت السلطة و لم تعد ترى ما الذي تغطيه و أسفله جذوة نار و أخذت في طريقها الغالي ردما بالرخيص ...
أهانوا القضاة و المهندسين و المحامين و مرشحوا الرئاسة كنوع من التتويج لكل الإمتهانات التي تمت ممارستها على الشعب إجتماعيا و ثقافيا و فنيا و سياسيا و تعليميا ( الدعم ، التموين ، التعليم ، التأمين الصحي ، البطالة ، كبت الحريات ، الثقافة ، ... الخ ) في محاولة لإلهائنا عن فسادهم و كانت المحاولة ناجحة لفترة طويلة بالرغم من محاولات الكثيرين لتوعية الناس و الأخذ بيدهم و لكن مع تقييد السلطة لهم و قمعها لكل من يظهر على الساحة تلاشى جيل الوسط و إختفى من قد يكون لديه القدرة على قيادة وطن بسلام و إن كان موجودا فهو ليس مؤهل بشكل كاف و لا يعرفه الناس سواء كان متمثلا في قيادة أو عمل جماهيري كالأحزاب أو فرد ... حتى صار كل من ينطق أو يعترض يكون مصيره المعتقل و التعذيب بسرية تامة أو يصبح مختلا عقليا و ما أكثرهم الآن في المصحات النفسية ...
و كالجبال التى تتكون من ذرات رمل تراكم الضغط بداخل الناس كرد فعل طبيعي لحياتهم اليومية و لحالة الكبت المتعاظمة في نفوسهم و السبب فيها السلطة و ممارستها طول الوقت إنتقل الناس من مرحلة كتم الغيظ الى الفضفضة على الرصيف و في المواصلات و على المقاهي ثم لدراسة الأحوال و مناقشتها في ندوات و ذلك ما فعله قلة و الأغلبية خشيت على نفسها من " البهدلة و الكلام في السياسة و بعبع معتقل السلطة " و لم تشترك و لو حتى بالرأي فما بالكم بالنشاط السياسي مما أضع الحركات السياسية المعارضة للنظام ... حتى فاض الكيل بالجميع و فاحت رائحة الفساد و زاد من إنتشارها التطور السريع لوسائل الإتصال و سرعة نقل المعلومة فلم يعد النظام قادر على حجب فضائحه عن الناس فلم يجد بدا من أرتداء عباءة الطيبة و الوداعة و إدعاء الشفافية و الديمقراطية و الإصلاح و هو المفسد و هنا تخبط النظام ... من يا ترى سيكون كبش الفداء لفساده فبدأ بإسقاط بعض عناصره دون محاكمة بعضهم و فضح البعض حتى يبدو و كأنه يتطهر من عناصر طفيلية ألصقت به تهمة الفساد زورا و بهتانا و تمادى في إدعاؤه حتى صدق نفسه و كلما وضع يده ليستر إحدى عوراته ظهرت منه عشرات العورات بدلا منها حتى صار كالذبيحة كلما تحرك تخبط و أخطأ و زاد إنفعال الشارع من حوله
و في غمرة ستر العورات و التخبط أخذ النظام يبطش بكل ما يقابله ناسيا ما قد يقابله محليا و دوليا ...
· عندما أراد أن يبدو ديمقراطيا و لديه تعددية حزبية أعلن عن رغبة " مستعجلة " في تعديل مادة دستور من عدة أسطر فعدلها في صفحات ليضمن تعجيز الجميع و يضمن فوزه و يظهر أمام العالم و كأنما يقول " يا جماعة مكنش في لازمة لإنتخابات و لا حاجة كده كده بتاعتي ... مفيش غيري .. بيها من غيرها أنا الرئيس .. و الباقي مينفعوش.
· و ظهرت حمى الدعاية الإنتخابية و إكتست مصر باللافتات بينما أهلها عرايا من الملابس و المال و العمل و فرضت إتاوة التأييد للرئيس بمزاجه و بالعافية ... و حتى في يوم الإنتخاب تم تزوير النتيجة لصالحه و الباقي " فرافيت " و نجح رغما عن الجميع و هذا أمر طبيعي لأنه لو لم يحدث لكان الآن مشنوق بعد محاكمته لجرائمه .
· و حانت لحظة تصفية الحسابات بيد نظيفة و وجهت لأيمن نور تهمة التزوير و حكم عليه بخمس سنوات ليظل قيد السجن و يذل حتى يتم توضيب المكان برة " واحد واحد .. كله بدوره "
· و إنتخابات الرئاسة لضمان نسبة المصوتين في القوانين القادمة طبقا للصفقة و حسب رغبة النظام فتآمر من تآمر ليأخذ نصيبه من الكعكة و دخل المجلس من يكمل الديكور الرئاسي و يعطي إنطباع بإتزان الأمور و تغير الكفة تجاه الإصلاح و زوال الحزب الحاكم و هذا كله جزء من سيناريو كان واضحا أيام الإنتخابات من البلطجة و شراء الأصوات و التزوير .
· و جاء دور المرشح الثاني للرئاسة و تم حبك قصة صلاحية تولي رئاسة الحزب تماما مثلما حدث في حزب العمل و الغد و لم يتنبه حزب الوفد لذلك فأكل الطعم و إنزلق في تلك المهزلة التي أراد النظام أن يقول للشعب و العالم بها " هل هؤلاء من تريدونهم أن يقودوا مصر ؟؟؟ كلاهما في السجن ... و كأن لسان حاله يقول هذا هو مصير كل من يحاول أو يتجرأ " و أهو كله من ده "
· لم يرضى القضاة بمهزلة الإنتخابات و ما حدث فيها و تجاوزات الحكومة السافرة دستوريا و تنفيذيا و تعديها أيضا على حقوقهم و قراراتهم و زاد على ذلك تحويلها لقاضيين لمجلس تأديب لأنهم تجرأوا و فضحوا إنتهاكاتها و تزوريها .
· و هنا إنفجر الجميع بما فيهم القضاة و الشباب و كل فئات المجتمع ضد كل التجاوزات و تحالفوا سويا و إمتلأت الشوارع بالمظاهرات فلم يكن من ذلك النظام إلا أن يكون رده هو الأحذية و السحل و الإهانة و الإعتقال ظنا منه أنه سيخرس الأفواه ناسيا أنه كلما احكم غلق دائرة الحصار إنفجرت أسرع و أعنف .
ما هذا النظام الذي يعامل شعبه بالأحذية و الضرب و السحل و هتك العرض ؟ هل هذا نظام يحترم نفسه عالأقل ؟؟؟إنه نظام فقد عقله و إحترامه لنفسه قبل أي شيء ... من حذاء مبارك و داخليته الذي يدهس شعبه به إلى حذاء الطفل العامل الذي مسحه رئيس فنزويلا بنفسه ... هذا هو الفارق بين رئيس يضع شعبه تحت قدمه ليرضي جنون عظمته و بين رئيس منتخب يضع نفسه في خدمة شعبه حتى و إن كان ذلك بمسح أحذيتهم ليرضي شعبه به و بتواضعه و مصداقيته ... رئيس فنزويلا أمم شركات و هيئات لمصلحة دولته و رئيسنا باع البلد و باعنا ...
ذهب في جولة عالمية ليدبر لنا عمل و مصاريف و هو يشتري ثياب له و لوفده ببذخ شديد ... هل إشترى معه ملابس للأطفال العرايا و الأيتام ؟؟؟؟ هل ساهم في زواج ملايين الشباب و البنات الذين لا يجدون مالا للزواج ؟هل أمن مستقبل شباب و ضمن لهم أعمالهم بعد التخرج مثلما ضمن لإبنه؟؟ هل أنقذ حياة إنسان إنتحر أو قتل عائلته لأنه عاجز عن رعايتهم و إيجاد قوتهم و علاجهم ؟ هل سمع عن حادثة و نزل ليحقق فيها بنفسه أو واسى أهلها ؟ هل جلب معه في رحلة عودته أموال للإقتصاد ؟ هل أعاد معه أموال مصر المهربة في الخارج ؟
كانت قدمه تطأ أرض أوربا و أسبانيا و أقدام أتباعه تدهس شبابنا و قضاتنا .... كان يفتتح معارض و متاحف و الداخلية و أمن الدولة تفتتح السجون و المعتقلات و تقذف فيها مئات المصريين ... يوقع إتفاقات لا عائد من ورائها و ضباط أمن دولته و داخليته يوقعون أوامر إعتقال لكل من ينطق كلمة حق !!!
و بعد عودته سالما لأرض الوطن يدلي بحديث يأخذ الصفحات الأولى للجرائد و يدلي بتصريحات حالمة كلها اسفزاز سافر كما لو أن بلاده تعيش في النعيم
عميت السلطة و لم تترك لنا موقفا نحترمها عليه .. تعاند و تستمر في أخطاؤها معلنة إنتحارها فالسم و القهر و الكبت الذي ذقناه طول عمرنا هو حصادها الذي تستجقه و لا تدل تلك الممارسات إلا عى الضعف فلا ترى مظاهرة أو إعتصام إلا و حوله جيش من الأمن المركزي حتى يخيل لك أننا في حرب و تلك هي قوات مصر كلها بحجة حماية المتظاهرين و حفظ النظام .. أي حماية و أي نظام ؟ تحمي من يا ريس ؟ ... تحمينا و لا تحمي نفسك ؟ ... هل الحماية بالإعتقال و الأحذية و السحل و الضرب و الإغتصاب ؟ أم تحمي نفسك منا و تضعنا خلف الزنازين لتحمينا ؟ لو اكن الأمر كذلك فلتبني زنزانة بمساحة مصر كلها و تسجن الشعب كله أو توفر على نفسك الجهد و الوقت و تبني زنزانة حولك أنت و أهلك و حاشيتك لتحمي نفسك من الشعب قبل أن يبنيها هو حولك لقد كان من يعارضوك في البداية قلة و كنت تدفن كل من يظهر أمامك أو يعلن عنه بأنه مختل عقليا ... ماذا الآن هل أصبح الشعب كله مختل عقليا و مرضى نفسيين ؟ و لو كان ذلك صحيحا فإننا نتاج سياساتك و حكمك أجيال متتالية لمدة 24 عاما .. لم لا تدعنا نحن نحافظ على أمانك كما تفعل معنا أنت و داخليتك ؟؟؟خليك إنت الشعب و إحنا الريس ... نلبس إحنا من ألمانيا و نسافر بطائرات خاصة غير مؤجرة و عيش إنت أسعد لحظاتك مع البسطاء من حاشيتك وسط المصانع المباعة المهجورة و الأراضي الزراعية التي بارت و الأطعمة المشبعة بالمواد المسرطنة ... يأخذ شبابنا فرصة إبنك في التأهيل و التعليم و العمل و العمل السياسي و يعيش إبنك حياتنا و يأخذ مرتباتنا و يحاول أن يدبر نفسه و معيشته و يكون مستقبله مثلنا و في هذه الحالة سنرى كم من الشباب و الرجال يصلحون لتولي السلطة و الوزارات و سنرى وضعك و حياتك و صحتك في نفس الوقت .
هناك رجال و رؤساء في العالم وضعوا أنفسهم تحت شعوبهم و خدمتها فرفعتهم شعوبهم حتى قادوها لبر السلام و خرجوا من قمقم الفقر و الإستبداد لنور الحرية و التحضر بينما أنت تردمنا فسنعلو فوقك و نخرج نحن من بئرك السحيق الجاف لننطلق في ماراثون الحياة وسط باقي الدول التي تحترم الإنسان سواء كان قاضي أو مهندس أو أبسط عامل أو مسن أو حتى عاطل ... نتعامل على أساس المواطنة لا على أساس العبودية و التبعية .. لن نتنازل عن حقنا في وطننا فهو حلمنا و الحلم الذي يستحق أن نحصل عليه هو حلم يستحق أن نحارب لأجله باذلين كل غالي و نفيس ...
لا تعرف الغضب و لا تميل لأي إجراءات إنفعالية ضد أحد لأنك تفعل ذلك بهدوء القناصة و زعماء المافيا و رجالك يؤدبون العصاة قبل أن تصل أنت لمرحلة الغضب ( عرفت تربي يا ريس )
" لن نسمح بأي تجاوز يهدد الأمن و الإستقرار " أيوة طبعا إنتوا نسيتوا نفسكوا و لا إيه 24 سنة بأكتم فيكم و آخرة المتمة عايزين تلخبطولي النظام .. أجيب لإبني وسية تانية يمسكها منين ؟ أسيبه عاطل يعني ؟
" القانون ينظم المظاهرات لضمان الأمن و عدم تعطيل مصالح المواطنين " علقة و سحل لكل متظاهر علشان نشغل أولادنا في أمن الدولة و الكاراتيه و عدم تعطيل مصالحي و رحلاتي ... بس يعي إيه مواطنين ؟ كلمة جديدة سمعتها في بلاد برة
" حياتي كلها عمل جاد و دؤوب من أجل مصلحتي .... أأأأ أقصد مصلحة مصر "
" كل الدعم (العسكري ) و المساندة ( الأمريكية ) لنحافظ على قدسية ( إمتهان ) القضاء و ( لا ) آمل سرعة حل خلافاتهم الداخلية ( عن طريق وزارة الداخلية ) "
" الخلاف حول تعريف الإرهاب وراء تأخير عقد مؤتمر دولي لمواجهته " الجميع يقول إني إرهابي مع شعبي و أنا شايف إن شعبي هو اللي إرهابي .
لا أنحاز ( إلا ) للأشخاص .. و لكن (لا ) أنحاز ( أبدا ) للكفاءة و ( لا ) ذوي الخبرة .
الحياة علمتني :- الإنضباط و الكفاءة أساس لأي نجاح ( إضرب المربوط و السايب و لا تخافش إنت )
الإستماع لكل الآراء ( و عدم الأخذ بها إلا إذا كانت مدمرة ) قبل إتخاذ أي قرار .
لم أوقع جزاء يؤثر على أرزاق العاملين معي ( انا بأخفيهم هم و اللي يتشددلهم من على وجه الأرض بس)
أرفض الإستثناء أو التوصية في أي شيء ( الكل عارف طلباتي و مش محتاج أطلب حاجة .. البلد بتاعتي و ملكي هو حد حايتوسطلي في أملاكي ؟ أما غريبة و الله "
برافو يا ريس تصريحاتك ممتازة و صريحة فعلا بس يظهر اللي بين الأقواس و السطور نسيت تقوله .
كلام في قلبي 1
لو تعرف تحب ؟؟؟
تعلمت من صغري أن من يحب لا يستطيع أن يكره أو هذا ما سمعته مرارا و تكرارا و عندما كبرت إكتشفت أن هذا أحد طباعي و احيانا قد يكون أحد عيوبي ... فمن يبحث عن الحب ينشغل به عن الكره لدرجة أنه ينسى تواجد هذا المصطلح في قاموس حياته يسنى كل الحواجز و الحدود ، الزمان و المكان ، لا يتذكر سوى ما أو من يحبه و يتوحد معه بإحساسه و كيانه و أفكاره و أحلامه أيضا بل إنه قد يتوه في أحلام و طموحات حبيبه و ينسى أحلامه هو و يصبح كل همه هو حبيبه فقط فيشعر به في كل ذرة حياة من حوله و كل نسمة هواء . و لأنه متوحد معه لهذه الدرجة يكون بداخله يقين أن هذا الشعور متبادل ان لم يكن أكثر منه و يستمر في بذل مجهود أكبر ليحتوي و يغطي الطرف الآخر بما عنده من حب و عطاء ... ينسى الحسابات و لا يفكر لماذا أحب من الأساس يجد نفسه فجأة غارقا في الحب ... هذا هو اول حروف الحب و ليس كل الحب لأنه أكبر و أعمق من أن يشرح ..
و هنا تحضرني عبارة كانت قالتها المذيعة السمراء أوبرا وينفري أن " الحب يكمن في التفاصيل و الاهتمام بها" فأعمق الحب هو حب أصغر و أدق الأشياء تدرجا حتى تصل بحبك لمجمل الشخص أو الكيان الذي تحبه و تجد نفسك تحب نفسك في حبك له فترى نفسك فيه و يكملك بما ينقصك و لا تستطيع تغييره في نفسك و تذوبان معا .
و لكن لا تأتي الرياح دائما بما تشتهي السفن و قد تتغير الأمور و تجد نفسك و حيدا بدون الآخر الذي كان أو ما زال توأم روحك فإذا كنت تعلم السبب فقد تشعر أنك تفتقده أحيانا أو أن الفراق أمر طبيعي و حتمي و إذا لم تجد سبب لما حدث فتسأل نفسك ملايين الأسئلة طول الوقت دون إجابات لأنك لا تصدق أن من كان يسبح في خلاياك و كل ذرة منك قد يفعل هذا أو يستطيع أن يبتعد بهذا الشكل القاطع المؤلم لك قبل أن يكون له لقد فكر فقط في قدرته على البعد و نسى أن يشعر بمدى قدرتك على ذلك ... و هنا تأتي اللحظات الحاسمة و ردود الفعل المتناقضة فتجد نفسك بين حنين و ذهول و عتاب و غضب لا حدود له و الناس أنواع منهم من يصاب برد فعل عكسي و يتحول من منتهى الحب لمنتهى الكره و هذا ما لا أستوعبه !!! و منهم من لا يستطيع سوى أن يسامح أو يجد عذر و يغفر لحبيبه قبل أن يعتذر بمجرد أن يتذكره و دون أن يعلم أنه سامحه
فهل يستطيع أحد أن يكره صورة نفسه و أحلامه و مشاعر عاشها في أيام جميلة فيصبح بذلك يكره نفسه و هذا ما يتنافى مع التصالح مع النفس و الآخرين الذي نتعلمه من تجربة الحب فهي في كل الأحوال درس يهذب و ينقي الروح ، يلغي مفهوم الكره و يضع مكانه رحابة و تسامح و تصالح مع النفس قبل الآخرين ... لا أقصد بذلك أن نكون سعداء أو في حالة لا مبالاة و لكن ما الذي يدعونا أن نكره ؟ لم لا ينتهي كل شيء مثلما بدأ ؟ بالمعروف و باستئذان فكما نطرق ابواب القلوب قبل أن نخترقها بالحب يجب أن نعتذر أو نبدي أسباب إن كنا لا نستطيع الإستمرار في المشوار للنهاية لأن القرار في البداية فردي بحت و لكننا لا نملك الحق أن نأخذ قرار بعد ذلك لأن الأمر أصبح ملكا لأثنين قرار شديد الخصوصية و الاحترام يتعلق بحياة و أحلام و قلب فردين ... عرض و طلب و ليس " فهلوة أو لوي ذراع " فمن تجرحه اليوم قد لا يستطيع أن يرد الجرح و لكن لن ينسى لأن ألمه سيكون أضعاف حبه و تكون المصيبة أعظم كلما أراد أن ينسى فيتذكر الألم و مرارته و اللحظات الحلوة و الكلمات و الأحلام الجميع في نفس اللحظة فيبكي و هو يبتسم و على شفاهه سؤال حائر و بين ضلوعه حنين مسجون بالكبرياء و الكرامة ... قد لا يكون الحنين لنفس الشخص و لكن الحنين لما كان يمثله الشخص .. الحنين للسعادة .. الاحتواء ، الأمان ، التفاهم و الإستقرار و هنا يكون الإحباط و خيبة الأمل عندما تكتشف أنك أسأت الإختيار أو خدعت في مشاعرك ... فالمهم في النهاية أن نتعلم درس الحب و نتعلم كيف نحب و كيف نحترم مشاعر و أحلام من نحبهم فالباقي وحده هو الحب و الخبرة و ذكريات جميلة لا داعي أن نعكرها بالكراهية و نشغل أنفسنا بالكره.. الأشخاص يتواجدون و يزولون و لكن حبنا لهم يبقى أو يتوقف و كثيرا ما أحببنا أشخاص غابوا عن عالمنا و لا نزال أوفياء لهم ..." عيش حب الناس و عيش .. تلقى الناس بيوت فاتحة قلوبها .. فوت ..حب ما تتنسيش .. دور سافر في الزحام حتتوه الآلآم و الأحلام تعيش ... "
فالحب أقدس حقوق النفس خلقت به الدنيا و أستمرت و جعله الله طبيعة البشر بالفطرة فمن أحب نفسه أحب الدنيا وأحب الله و صالح نفسه و أيامه و سامح من أساء اليه قبل أن يعتذر لأنه قد أحبه من قبل و قد أحب الدنيا فيه ....
· عدى الندى و دق باب قلبي العطشان
· ما صدق قلبي و فتح للندى بيبانه
· مر الندى قدام قلبي و لا دخل
· شاور لقلبي و رحل ... هجر
· مسكين قلبي لا منه ارتوى و لا منه فضل على حاله قافل بيبانه
و لنا كلام آخر أيضا من قلبي لقلوبكم قبل عقولكم
مع حبــي،،،،،
هــنــــــــــــــــــــــد
،،
كلام في قلبي 3

برغم كل شيء

لم أشعر بنفسي إلا و أنا أسير على الكورنيش أحمل حقيبة يدي و الجريدة و بداخلي تجري مئات الأفكار و المواقف و الإنفعالات حتى إختنقت و تخبطت في جدران عقلي و ضلوع صدري ... جلست على أحد المقاعد لا أرى أمامي سوى البحر و الأفق و صخور غطتها الطحالب الخضراء تلمسها الأمواج في وهن ملحوظ تربت عليها و تعود أدراجها ثانية للبحر ... وضعت حقيبتي بجانبي و فردت أفكاري على سطح مياه البحر حتى ظننت أنه لن يكفيها و غرقت مع نفسي في حالة مراجعة للنفس ، ألقي للبحر بالفكرة فيقلبها و يعيدها إليَ براقة نظيفة ... و طال حواري مع البحر و تجاذبنا أطراف الحديث مراراً و تكراراً ... و وجدت نفسي أنظر إلى نفسي من الخارج و كأنني شخص آخر ... أرى الأمور من بعيد و أعيد حساباتي و حكمي على الأمور و البشر بصدق و حيادية و كأنني لا أعرفني ... و إستعاد عقلي مشاهد من حياتي و مواقف كنت قد عشتها و عايشتها مع آخرين حولي و لحظات أزمات مررت بها مثلما يمر الجميع بأزمات قد تختلف في مضمونها و أسبابها قد تكون على مستوى عام أو خاص و لكنها في النهاية تكون حمل على أصحابها ... و قررت مواجهة أحمالي و حسم أموري حتى أستطيع أن أستمر فيما كنت قد أهملته من بشر و تجارب و فرص في حياة أفضل و إصلاح ما قد إنكسر بداخل نفسٍ تستحق أن تهون لأجلها أشياء لا طائل منها حتى تعيش و ترى النور ... عدت إلى منزلي و أنا أهدأ حالاً من الصباح و في اليوم التالي أكملت دراسة أفكاري بشكل أكثر هدوءاً و دار حوار بيني و بين إحدى صديقاتي كانت تحدثني عن حالها و مشاكلها و صدمتها في أشخاص كانت تكن لهم إحترام و حب عميق و ظهرت عوراتهم و نفوسهم المريضة عندما واجهتهم بتصرفاتهم المتدنية ... لم تكن صدمتها في الأشخاص فهم لا يمثلون لها شيئاً و لكن الصدمة كانت في إكتشافها أن الدنيا بها نماذج لا تستحق سوى الشفقة على مرض عقولها و نفوسها ، نماذج من البشر تتصور أنها دائماً ضحية و أن هناك مؤامرة حولها بل و أيضا أصبح ذلك النمط هو المعتاد و الشائع و أصبحنا نحن الغرباء .... جلست أواسيها و أشد أزرها و أنا في نفس الوقت أواسي كل من له قلب طاهر نظيف و روح شفافة لا تعرف الخبث و لا الخداع مثلي و مثلها و مثل العديد من الشباب الذين صادفتهم و وجدت لديهم نفس الشعور على الرغم من إختلاف بيئاتنا و أعمارنا و مستوياتنا و برغم ذلك هم قلة لا تجدهم كثيرا ، فنحن في لحظات الأزمات نصاب بحالة من العمى و الغشاوة لا نرى فيها سوى رغباتنا و لمعان و بريق الأشياء البعيدة و بعد طول مشوار و جهد نكتشف عندما نصل لها أنها معادن رخيصة " فالصو " لا تستحق أن تلمسها أيادينا لأنها أطهر من أن تلمسها .. و ننسى في رحلتنا تلك ناس وقفوا بجانبنا و قد لا نراهم و قد نظن أنهم متحاملون ضدنا أو لا يشعرون بما داخلنا بينما هم أقرب إلينا من أنفسنا و نظلمهم و يتحملون ظلمنا لهم بحب و روح رحبة كرحابة البحر و عمقه ... و فجأة كمن فتحت أمامه طاقة نور و هو في عز الظلام تفتحت أمامي أشياء لم أكن لأراها قبل هذا الحديث كانت غائبة عني ... وجدت نفسي أشعر براحة و بصلابة و قوة لم أشعر بها من قبل و كأنني أقف على قدمي شامخة كبرج عالي يصلب نفسه ، قوي لا يهزه شيء ، أقيم عودي بكبرياء و شموخ فأجد أشياء كثيرة تخيلتها كبيرة تتضآءل لتصبح أتفه من أن تذكر و حاولت جاهدة أن أنقل نفس الإحساس و الحماس لصديقتي التي شعرت بالمسؤلية تجاهها ... لملمت آلآمي و أفكاري و غضبي أمامي و جعلت منهم درجة سلم تزيدني علواً و شموخاً و قوة ... لم ألقي بها خلفي حتى لا أنسى الدرس أو تقل عزيمتي و حتى لا ينهار سلم خبراتي و أقع ثانية لأبدا من جديد كالتلميذ الغبي الذي لا يتعلم الدرس .. و قررت أن أمضي للأمام و تذكرت أمي و كلماتها و لوعة قلبها حين ترى أفكاري الحزينة في رفة عيني و طرف رمشي و إصرارها على أن تحمل عني ما قد يؤذي مشاعري لو من على بعد أميال شأنها شأن كل الأمهات... شعرت بالذنب لأنني لم أستجب لها من البداية و لكن سعدت كثيرا بأنني تعلمت و صرت أقوى و أصلب ... كل ما فكرت فيه هو أمي و قسوتي عليها و تمنيت أن أصنع من ذرات التراب التي تدوسها قدمها تاجاً و أضعه بكل فخر على رأسي و رنت في أذني كلمة أبي المعتادة كلما كنا نصر على العناد و الإستمرار فيما نفعله دون النظر للعواقب و ذلك طبعا لأننا قليلوا الخبرة و هم بعيدون عن حماسنا و طموحاتنا و زخم مشاعرنا " اللي ما يعلمهوش أبوه و أمه ، تعلمه الأيام و الليالي " و لا أعرف لماذا حضر إلى ذهني عرض كنت قد حضرته منذ عامين تقريبا بمعهد الجيزويت في إحدى أمسيات الجراج و كان العرض لكريمة منصور إحدى رائدات الرقص التعبيري و هو رقص تمثيلي يعبر فيه الجسد بدون حوار منطوق و لكن حركات الجسد و تعبيرات الوجه و الموسيقى و الخطوات التمثيلية هي البطلة .. و في ذلك العرض قدمت رقصة تسمى" برغم كل شيء" بدأتها بمعاناة المخاض و الولادة ثم معاناة قدومها للحياة مرورا بتعلمها الإمساك بالأشياء و المشي و الوقوف وتعثرها و فشلها المتكرر و عنادها و دفعها لنفسها في كل مرة حتى تنجح و تكرار المحاولة حتى تصل لما تريد و هكذا في كل مراحل الحياة حتى وصلت لمرحلة النضج و ارتدت معطف خبراتها و تدثرت به ممسكة بوردة حمراء بيدها و من خلفها تصدح أم كلثوم بأغنية أمل حياتي... و في نهاية الحوار شكرتني صديقتي و طلبت مني أن أتمنى لها التوفيق فتمنيته لها و أنا أشكرها في سري على مساعدتها غير المقصودة لي تركتها و مضيت في طريقي و لم أملك سوى أن أبتسم و أقذف قبلة شكر و إمتنان للبحر مداعبة أمواجه الحانية و أهدي أمي باقة ورد متواضعة مصحوبة ببضع كلمات صادقة هي أقل مما تستحقه و عليها تتكيء حياتي ...و لنا كلام آخر أيضا من قلبي لقلوبكم قبل عقولكم
مع حبــي،،،،،
هــنــــــــــــــــــــــد ،،