الخميس، أكتوبر 05، 2006

كلام في قلبي 5
لسة في القلب العنيد حلم رافض يتهزم
لم يكن هذا الشعور جديداً بل كان متكرر لدرجة أنه أصبح مألوفاًً الرغم من أنه مؤلم ... الإحساس بالعجز و قلة الحيلة ، إحساس أصبحت أواجهه في كل مكان ( عندما أتحدث على لساني فإني أتخذ من نفسي مجرد نموذج واحد من ملايين الشباب ) دائما نقف مكتوفي الأيدي و الطموح عند نقطة نغير عندها مسارنا و نلبس ثوب الإحباط أو نعيد الكرة من جديد و قد نتحايل على الأمور أحيانا لنصل لما نريد ... و يبدو أن الأمر قد أتى بنتائج عكسية معنا بعد أن زاد عن حده فتولدت لدينا طاقة هائلة من العناد و التحدي ... قد نستغلها في بدايتها بشكل خاطيء أو شخصي و لكن مع الوقت تتحول لتصبح على المستوى العام ... منذ حوالي عام دار حديث بيني و بين أحد العمال معي في الشركة و كان ذلك أيام تعديل الدستور خصيصاً ليناسب مسلسل إنتخابات الرئاسة الهزلي ... وجدت ذلك العامل يناديني صباحا و يقول لي " شوفتي يا باشمهندسة !! البلد كانت مقلوبة إمبارح عالبحر و الطريق واقف و آخر بهدلة و الأمن كان مالي الدنيا " " ليه كده يا عم أحمد ؟؟ " " أصل كان في شوية عيال واقفين عالبحر عاملين قلق و بيشتموا في الحكومة و الريس و عاملين مظاهرة ، حاجة آخر قلة أدب هم فاكرين نفسهم إيه ، و لا حيعملوا حاجة اللي الحكومة عايزاه برضه حتمشيه " قلت " طيب و إيه قلة الأدب اللي في كده يا عم أحمد بس ؟ " يعني هي الحكومة اللي مدلعاهم و هم بيتبطروا ؟ و بعدين قلوا أدبهم قالوا إيه ؟ " مش عارف مكنتش سامعهم كويس " ....طبعا كنت أعلم ما الذي يتحدث عنه عم أحمد لأنني كنت بين هؤلاء العيال و كنت أحد من يقودوا الهتاف أنا و أخوتي و كان أبي ليس بعيدا عننا و حاولت أقناع عم أحمد أنها مجرد محاولة للإعتراض السلمي بدلا من الصمت الذي يعتبر في بلدنا موافقة و سعادة و رضا بكل ما يجري و أنه يوما ما لن نكون شوية عيال و لكن سيتزايد العدد حتى يقوم الشارع كله بثورة و إن الناس لازم تفهم حقها و يا توافق يا ترفض ... فلم يقتنع و إعتبر كلامي مجرد حماس شباب طائش لا يجد ما يشغله و لكن هذا العم أحمد لديه إبن إنتهى من تعليمه الفني و حاول عم أحمد و أنا معه إقناع الصبي بأن يستكمل دراسته في كليه الهندسة و لكنه رفض لأنها مش فارقة كتير من مهندس لفني و أهو كده حيشتغل أسرع و فرق الفلوس مش كتير مستغلا بذلك وجود أبيه في الشركة و أن ذلك سيسهل له فرصة عمل و لو كعامل شهري مع ملاحظة أن وظيفته غير ثابتة و أنه ممكن يتصفاله و يطرد من العمل في أي وقت بسبب أو بدون مثل من عرض أولاده للبيع لأنه بعد سنين عمل طويلة تمت تصفيته من مكان العمل ... لم تكن تلك هي المشكلة أيضا و لكن أن عم أحمد مصاب بعجز جزئي و يعمل كهربائي و رغم يذلك يأتي للعمل و كان يذهب لكل من يعرفه حتى يحصل على عمل لإبنه ... رأيت نظرة إنكسار في عين عم أحمد و هو يحاول تأمين مستقبل إبنه بأي ثمن حتى لو كان على حساب عزة نفسه مستغلا في ذلك عجزه و تعاطف الناس معه ... مع إن الدولة كان ينبغي لها أن تعطي الصبي وظيفة دون تذلل و لا تحايل و أن يترك عم أحمد العمل بشكل كريم و يأخذ معاش يكفيه و يعطي فرصه لشباب آخرين للعمل بحيويتهم في مكانه ... و لا يزال عم أحمد غير معجب بحال البلد الأعوج و أيضا رافض طيش الشباب و ماشي جنب الحيط و بيقول مفيش فايدة ماهو لو كانوا عايزين يصلحوا كانوا صلحوا من زمان .. و هو في ذلك شأنه شأن الكثيرين و لكن الأكثر منهم من لديه رغبة حقيقية للتغيير و لكن لا يعرفون كيف ..
تذكرت كلماته و أنا أبتسم إبتسامة نصر عندما رأيت الشارع المصري في أزمة القضاة و أننا لم نعد بعض الغرباء الذين يحاولون الظهور بعمل ضوضاء و جذب الأنظار عن طريق المظاهرات ... تكررت نماذجنا في كل أنحاء مصر و إعتقل من بيننا العديد من الشباب و الفتيات فقد تعدى الأمر كونه مجرد إهتمام بعمل عام أو إتجاه سياسي بل أصبح أمر لابد منه ، زاد إتساع إبتسامتي عندما رأيت مظاهرات على مستوى العالم تندد بقمع مبارك لشعبه و ممارساته الديكتاتورية و إنتهاكاته الدستورية السافرة ( ليس هذا تحريضاً و لكن إحساس بالأمل في التغيير و شعور الناس بالمسؤلية بغض النظر عن شكل التغيير )
إلا إنني إستيقظت صباح اليوم في حالة ذهول و هيستريا غريبة بين ضحكة تظهر أسناني من سعادتي و ذهول أن يحدث ما حلمت به و ذهلت أكثر ممن شاركني حلمي " خير اللهم إجعله خير آآآل إيه كان في زي إحتفال أو مهرجان حاجة شبه الإستاد أو ميدان عام و لقيت الدنيا هاجت و الناس بتجري آل إيه حد قتل الريس ( بلاش قتل دي مع إنها حلم و الله ) يا إما مات لوحده مش فاكرة بس هو مات يا أغمى عليه أو أعلن تنحيه ( مع ملاحظة إنه حلم ) ؟؟؟؟؟؟ أووووم إيه قلت لنفسي إيه ده معقول المنصة تحصل تاني ؟ المشاهد تتنقل بسرعة و الصورة غير واضحة ، الغريب إن الإحتفال زاد و إبتسامات الناس و فرحتهم زادت و قالوا بركة يا جامع نزلت أبص وسط الناس لقيت جيمي واقف على جنب و إنفعالاته شبه إنفعالات جيم كاري !!! ( قلت لنفسي يا لهوي إيه ده هو إشترى نص عقلي الباطن و بقا شريك و دخيل في أحلامي و لا ده جاسوس و لا إإإإيه ) واقف على جنب محتاس مش عارف يضحك و لا يعيط أو يمكن و الله أعلم يكون مستخبي من الناس و ساب أبوه مرمي فوق ... باقوله إنت بتعمل إيه هنا ؟ قاللي مش عارف أطلع أحيي الناس و أنقل الريس السابق علشان الدفنة و لا أعمل إيه أنا مش عارف أتلم على أعصابي عايز أتنطط من الفرحة بس لازم يحسوا إني زعلان و أنا زعلان لأنه برضه أبويا ؟؟ هو ما كملش كلمته من هنا و لقيت الناس هاجمة عليه و شالوه و هيلة هوب من على سور الإستاد و هم يهللون مش عايزينه مش عايزينه حاسمين الموقف و قاطعين على ولي العهد طريق حيرته و تردده و منحوه شرف الطلعة الجوية الأولى أيضا مثل والده ... و لكن وقفت أنا في حيرة بالرغم من سعادتي و لقيت جوايا سؤال " مين البديل ؟؟؟ " و فجأة ( يا هند ... يا هند قوووومي علشان تلحقي شغلك .. حاضر يا بابا ) هرشت في راسي و نفضتها يميناً و يساراً محاولة إخراج الوريث و فض الشركة ثم تردد السؤال داخلي و جاء الرد " مش مهم ده كان مجرد حلم .. الناس اللي تعمل كده أكيد بكرة حيلاقوا بديل و هم يختاروه من جواهم " كل حاجة في أولها حلم بتكبر يوم ورا يوم ... و أكيد في بديل .. حتى لو كان الثمن روحنا مش مهم .. لو الروح ماتت الحلم مش بيموت ، حلم عنيد ما يعرفش يتكسر حلم زي العدوى بين القلوب اللي بتحب بلدها ... حلم في قلبي و عقلي .. أكيد مش حلم بالقتل لأنني ضد العنف حتى بأقل صوره لكن بالتغيير حتى لو التنحي أو بالكلام أو بالغنا .. لو بطلنا نحلم نموت لو عاندنا نقدر نفوت لو عدينا مرة خلاااص لو هدينا ضاع الخلاص حبة صبر حبة حماس يبقا الحلم صورة و صوت ... قفزت في ملابسي و أنا أدندن الأغنية و أجري على سلالم المنزل مهرولة و بداخلي حلم أن ألحق بأتوبيس الشركة حتى لا أضطر لركوب مواصلات عامة و لحقته ... و لنا كلام آخر أيضا من قلبي لقلوبكم قبل عقولكم
مع حبــي،،،،،
عـنـــــــــد أأأقصد هــنــــــــــــــــــــــد ،،

ليست هناك تعليقات: