الخميس، أكتوبر 05، 2006


كلام في قلبي 2
يا محلا تصريحاته
وصلتني رسالة اليكترونية عن وقوع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة ولكنها جافة، وأجهش الحيوان بالبكاء الشديد من الألم من أثر السقوط واستمر هكذا لعدة ساعات كان المزارع خلالها يبحثا لموقف ويفكر كيف سيستعيد الحصان؟ ولم يستغرق الأمر طويلاً كي يُقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزًا وأن تكلفة استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر، هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج إلى ردمها بأي شكل. وهكذا، نادى المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البئر كي يحل مشكلتين في آن واحد؛ ) التخلص من البئر الجاف ودفن الحصان ) وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر. في بادئ الأمر، أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه الألم وطلب النجدة. وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأة، وبعد عدد قليل من الجواريف، نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لما رآه، فقد وجد الحصان مشغولاً بهز ظهره ! كلما سقطت عليه الأتربة فيرميها بدوره على الأرض ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى. وهكذا استمر الحال، الكل يلقي الأوساخ إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط على الأرض حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى. وبعد الفترة اللازمة لملء البئر، اقترب الحصان .من سطح الأرض حيث قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى سطح الأرض بسلام ...
كم من بئر وقعنا فيه سواء بإراداتنا أو قهرا و هل نستطيع نفض التراب عننا و الخروج من القاع للنور ؟؟؟ لو كان الحصان أستسلم و ترك التراب يغمره لمات و لكنه تخطى الأزمة و جعل من التراب سلما لنور الحياة يبدأها من جديد و هذا ما لم يدركه من ردموه
نردم بالوحل منذ أكثر من 24 عاما و تتراكم الأعباء علينا و تقل فرص الحياة الكريمة يوما بعد يوما حتى عميت السلطة و لم تعد ترى ما الذي تغطيه و أسفله جذوة نار و أخذت في طريقها الغالي ردما بالرخيص ...
أهانوا القضاة و المهندسين و المحامين و مرشحوا الرئاسة كنوع من التتويج لكل الإمتهانات التي تمت ممارستها على الشعب إجتماعيا و ثقافيا و فنيا و سياسيا و تعليميا ( الدعم ، التموين ، التعليم ، التأمين الصحي ، البطالة ، كبت الحريات ، الثقافة ، ... الخ ) في محاولة لإلهائنا عن فسادهم و كانت المحاولة ناجحة لفترة طويلة بالرغم من محاولات الكثيرين لتوعية الناس و الأخذ بيدهم و لكن مع تقييد السلطة لهم و قمعها لكل من يظهر على الساحة تلاشى جيل الوسط و إختفى من قد يكون لديه القدرة على قيادة وطن بسلام و إن كان موجودا فهو ليس مؤهل بشكل كاف و لا يعرفه الناس سواء كان متمثلا في قيادة أو عمل جماهيري كالأحزاب أو فرد ... حتى صار كل من ينطق أو يعترض يكون مصيره المعتقل و التعذيب بسرية تامة أو يصبح مختلا عقليا و ما أكثرهم الآن في المصحات النفسية ...
و كالجبال التى تتكون من ذرات رمل تراكم الضغط بداخل الناس كرد فعل طبيعي لحياتهم اليومية و لحالة الكبت المتعاظمة في نفوسهم و السبب فيها السلطة و ممارستها طول الوقت إنتقل الناس من مرحلة كتم الغيظ الى الفضفضة على الرصيف و في المواصلات و على المقاهي ثم لدراسة الأحوال و مناقشتها في ندوات و ذلك ما فعله قلة و الأغلبية خشيت على نفسها من " البهدلة و الكلام في السياسة و بعبع معتقل السلطة " و لم تشترك و لو حتى بالرأي فما بالكم بالنشاط السياسي مما أضع الحركات السياسية المعارضة للنظام ... حتى فاض الكيل بالجميع و فاحت رائحة الفساد و زاد من إنتشارها التطور السريع لوسائل الإتصال و سرعة نقل المعلومة فلم يعد النظام قادر على حجب فضائحه عن الناس فلم يجد بدا من أرتداء عباءة الطيبة و الوداعة و إدعاء الشفافية و الديمقراطية و الإصلاح و هو المفسد و هنا تخبط النظام ... من يا ترى سيكون كبش الفداء لفساده فبدأ بإسقاط بعض عناصره دون محاكمة بعضهم و فضح البعض حتى يبدو و كأنه يتطهر من عناصر طفيلية ألصقت به تهمة الفساد زورا و بهتانا و تمادى في إدعاؤه حتى صدق نفسه و كلما وضع يده ليستر إحدى عوراته ظهرت منه عشرات العورات بدلا منها حتى صار كالذبيحة كلما تحرك تخبط و أخطأ و زاد إنفعال الشارع من حوله
و في غمرة ستر العورات و التخبط أخذ النظام يبطش بكل ما يقابله ناسيا ما قد يقابله محليا و دوليا ...
· عندما أراد أن يبدو ديمقراطيا و لديه تعددية حزبية أعلن عن رغبة " مستعجلة " في تعديل مادة دستور من عدة أسطر فعدلها في صفحات ليضمن تعجيز الجميع و يضمن فوزه و يظهر أمام العالم و كأنما يقول " يا جماعة مكنش في لازمة لإنتخابات و لا حاجة كده كده بتاعتي ... مفيش غيري .. بيها من غيرها أنا الرئيس .. و الباقي مينفعوش.
· و ظهرت حمى الدعاية الإنتخابية و إكتست مصر باللافتات بينما أهلها عرايا من الملابس و المال و العمل و فرضت إتاوة التأييد للرئيس بمزاجه و بالعافية ... و حتى في يوم الإنتخاب تم تزوير النتيجة لصالحه و الباقي " فرافيت " و نجح رغما عن الجميع و هذا أمر طبيعي لأنه لو لم يحدث لكان الآن مشنوق بعد محاكمته لجرائمه .
· و حانت لحظة تصفية الحسابات بيد نظيفة و وجهت لأيمن نور تهمة التزوير و حكم عليه بخمس سنوات ليظل قيد السجن و يذل حتى يتم توضيب المكان برة " واحد واحد .. كله بدوره "
· و إنتخابات الرئاسة لضمان نسبة المصوتين في القوانين القادمة طبقا للصفقة و حسب رغبة النظام فتآمر من تآمر ليأخذ نصيبه من الكعكة و دخل المجلس من يكمل الديكور الرئاسي و يعطي إنطباع بإتزان الأمور و تغير الكفة تجاه الإصلاح و زوال الحزب الحاكم و هذا كله جزء من سيناريو كان واضحا أيام الإنتخابات من البلطجة و شراء الأصوات و التزوير .
· و جاء دور المرشح الثاني للرئاسة و تم حبك قصة صلاحية تولي رئاسة الحزب تماما مثلما حدث في حزب العمل و الغد و لم يتنبه حزب الوفد لذلك فأكل الطعم و إنزلق في تلك المهزلة التي أراد النظام أن يقول للشعب و العالم بها " هل هؤلاء من تريدونهم أن يقودوا مصر ؟؟؟ كلاهما في السجن ... و كأن لسان حاله يقول هذا هو مصير كل من يحاول أو يتجرأ " و أهو كله من ده "
· لم يرضى القضاة بمهزلة الإنتخابات و ما حدث فيها و تجاوزات الحكومة السافرة دستوريا و تنفيذيا و تعديها أيضا على حقوقهم و قراراتهم و زاد على ذلك تحويلها لقاضيين لمجلس تأديب لأنهم تجرأوا و فضحوا إنتهاكاتها و تزوريها .
· و هنا إنفجر الجميع بما فيهم القضاة و الشباب و كل فئات المجتمع ضد كل التجاوزات و تحالفوا سويا و إمتلأت الشوارع بالمظاهرات فلم يكن من ذلك النظام إلا أن يكون رده هو الأحذية و السحل و الإهانة و الإعتقال ظنا منه أنه سيخرس الأفواه ناسيا أنه كلما احكم غلق دائرة الحصار إنفجرت أسرع و أعنف .
ما هذا النظام الذي يعامل شعبه بالأحذية و الضرب و السحل و هتك العرض ؟ هل هذا نظام يحترم نفسه عالأقل ؟؟؟إنه نظام فقد عقله و إحترامه لنفسه قبل أي شيء ... من حذاء مبارك و داخليته الذي يدهس شعبه به إلى حذاء الطفل العامل الذي مسحه رئيس فنزويلا بنفسه ... هذا هو الفارق بين رئيس يضع شعبه تحت قدمه ليرضي جنون عظمته و بين رئيس منتخب يضع نفسه في خدمة شعبه حتى و إن كان ذلك بمسح أحذيتهم ليرضي شعبه به و بتواضعه و مصداقيته ... رئيس فنزويلا أمم شركات و هيئات لمصلحة دولته و رئيسنا باع البلد و باعنا ...
ذهب في جولة عالمية ليدبر لنا عمل و مصاريف و هو يشتري ثياب له و لوفده ببذخ شديد ... هل إشترى معه ملابس للأطفال العرايا و الأيتام ؟؟؟؟ هل ساهم في زواج ملايين الشباب و البنات الذين لا يجدون مالا للزواج ؟هل أمن مستقبل شباب و ضمن لهم أعمالهم بعد التخرج مثلما ضمن لإبنه؟؟ هل أنقذ حياة إنسان إنتحر أو قتل عائلته لأنه عاجز عن رعايتهم و إيجاد قوتهم و علاجهم ؟ هل سمع عن حادثة و نزل ليحقق فيها بنفسه أو واسى أهلها ؟ هل جلب معه في رحلة عودته أموال للإقتصاد ؟ هل أعاد معه أموال مصر المهربة في الخارج ؟
كانت قدمه تطأ أرض أوربا و أسبانيا و أقدام أتباعه تدهس شبابنا و قضاتنا .... كان يفتتح معارض و متاحف و الداخلية و أمن الدولة تفتتح السجون و المعتقلات و تقذف فيها مئات المصريين ... يوقع إتفاقات لا عائد من ورائها و ضباط أمن دولته و داخليته يوقعون أوامر إعتقال لكل من ينطق كلمة حق !!!
و بعد عودته سالما لأرض الوطن يدلي بحديث يأخذ الصفحات الأولى للجرائد و يدلي بتصريحات حالمة كلها اسفزاز سافر كما لو أن بلاده تعيش في النعيم
عميت السلطة و لم تترك لنا موقفا نحترمها عليه .. تعاند و تستمر في أخطاؤها معلنة إنتحارها فالسم و القهر و الكبت الذي ذقناه طول عمرنا هو حصادها الذي تستجقه و لا تدل تلك الممارسات إلا عى الضعف فلا ترى مظاهرة أو إعتصام إلا و حوله جيش من الأمن المركزي حتى يخيل لك أننا في حرب و تلك هي قوات مصر كلها بحجة حماية المتظاهرين و حفظ النظام .. أي حماية و أي نظام ؟ تحمي من يا ريس ؟ ... تحمينا و لا تحمي نفسك ؟ ... هل الحماية بالإعتقال و الأحذية و السحل و الضرب و الإغتصاب ؟ أم تحمي نفسك منا و تضعنا خلف الزنازين لتحمينا ؟ لو اكن الأمر كذلك فلتبني زنزانة بمساحة مصر كلها و تسجن الشعب كله أو توفر على نفسك الجهد و الوقت و تبني زنزانة حولك أنت و أهلك و حاشيتك لتحمي نفسك من الشعب قبل أن يبنيها هو حولك لقد كان من يعارضوك في البداية قلة و كنت تدفن كل من يظهر أمامك أو يعلن عنه بأنه مختل عقليا ... ماذا الآن هل أصبح الشعب كله مختل عقليا و مرضى نفسيين ؟ و لو كان ذلك صحيحا فإننا نتاج سياساتك و حكمك أجيال متتالية لمدة 24 عاما .. لم لا تدعنا نحن نحافظ على أمانك كما تفعل معنا أنت و داخليتك ؟؟؟خليك إنت الشعب و إحنا الريس ... نلبس إحنا من ألمانيا و نسافر بطائرات خاصة غير مؤجرة و عيش إنت أسعد لحظاتك مع البسطاء من حاشيتك وسط المصانع المباعة المهجورة و الأراضي الزراعية التي بارت و الأطعمة المشبعة بالمواد المسرطنة ... يأخذ شبابنا فرصة إبنك في التأهيل و التعليم و العمل و العمل السياسي و يعيش إبنك حياتنا و يأخذ مرتباتنا و يحاول أن يدبر نفسه و معيشته و يكون مستقبله مثلنا و في هذه الحالة سنرى كم من الشباب و الرجال يصلحون لتولي السلطة و الوزارات و سنرى وضعك و حياتك و صحتك في نفس الوقت .
هناك رجال و رؤساء في العالم وضعوا أنفسهم تحت شعوبهم و خدمتها فرفعتهم شعوبهم حتى قادوها لبر السلام و خرجوا من قمقم الفقر و الإستبداد لنور الحرية و التحضر بينما أنت تردمنا فسنعلو فوقك و نخرج نحن من بئرك السحيق الجاف لننطلق في ماراثون الحياة وسط باقي الدول التي تحترم الإنسان سواء كان قاضي أو مهندس أو أبسط عامل أو مسن أو حتى عاطل ... نتعامل على أساس المواطنة لا على أساس العبودية و التبعية .. لن نتنازل عن حقنا في وطننا فهو حلمنا و الحلم الذي يستحق أن نحصل عليه هو حلم يستحق أن نحارب لأجله باذلين كل غالي و نفيس ...
لا تعرف الغضب و لا تميل لأي إجراءات إنفعالية ضد أحد لأنك تفعل ذلك بهدوء القناصة و زعماء المافيا و رجالك يؤدبون العصاة قبل أن تصل أنت لمرحلة الغضب ( عرفت تربي يا ريس )
" لن نسمح بأي تجاوز يهدد الأمن و الإستقرار " أيوة طبعا إنتوا نسيتوا نفسكوا و لا إيه 24 سنة بأكتم فيكم و آخرة المتمة عايزين تلخبطولي النظام .. أجيب لإبني وسية تانية يمسكها منين ؟ أسيبه عاطل يعني ؟
" القانون ينظم المظاهرات لضمان الأمن و عدم تعطيل مصالح المواطنين " علقة و سحل لكل متظاهر علشان نشغل أولادنا في أمن الدولة و الكاراتيه و عدم تعطيل مصالحي و رحلاتي ... بس يعي إيه مواطنين ؟ كلمة جديدة سمعتها في بلاد برة
" حياتي كلها عمل جاد و دؤوب من أجل مصلحتي .... أأأأ أقصد مصلحة مصر "
" كل الدعم (العسكري ) و المساندة ( الأمريكية ) لنحافظ على قدسية ( إمتهان ) القضاء و ( لا ) آمل سرعة حل خلافاتهم الداخلية ( عن طريق وزارة الداخلية ) "
" الخلاف حول تعريف الإرهاب وراء تأخير عقد مؤتمر دولي لمواجهته " الجميع يقول إني إرهابي مع شعبي و أنا شايف إن شعبي هو اللي إرهابي .
لا أنحاز ( إلا ) للأشخاص .. و لكن (لا ) أنحاز ( أبدا ) للكفاءة و ( لا ) ذوي الخبرة .
الحياة علمتني :- الإنضباط و الكفاءة أساس لأي نجاح ( إضرب المربوط و السايب و لا تخافش إنت )
الإستماع لكل الآراء ( و عدم الأخذ بها إلا إذا كانت مدمرة ) قبل إتخاذ أي قرار .
لم أوقع جزاء يؤثر على أرزاق العاملين معي ( انا بأخفيهم هم و اللي يتشددلهم من على وجه الأرض بس)
أرفض الإستثناء أو التوصية في أي شيء ( الكل عارف طلباتي و مش محتاج أطلب حاجة .. البلد بتاعتي و ملكي هو حد حايتوسطلي في أملاكي ؟ أما غريبة و الله "
برافو يا ريس تصريحاتك ممتازة و صريحة فعلا بس يظهر اللي بين الأقواس و السطور نسيت تقوله .

ليست هناك تعليقات: